رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلة سقوط باريس.. كرة القدم ليست للجبناء يا إيمرى

أوناي إيمري
أوناي إيمري

استطاع فريق ريال مدريد الإسباني، تحقيق فوز كبير على نظيره باريس سان جيرمان الفرنسي، بثلاثة أهداف مقابل هدف  في ذهاب دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا.

ويرصد«الكابتن» بعض النقاط التكتيكية من فوز الملكي الساحق على نظيره واقترابه من الصعود للدور المقبل من دوري الأبطال.

قليل من الحرص لا يضر  يا زيزو
بدأ الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد اللقاء بخطة الـ4-4-2 معتمدًا على رباعي وسط ملعب متمثلا في كاسميرو وكروس كحاميان لعمق الملعب، ويتقدمهما لوكا مودريتش، وإيسكو.

جاء  الاعتماد على الرباعي في محاولة لإيقاف خطورة جناحي فريق باريس سان جيرمان، عن طريق عودة كل من توني كروس، ولوكا مودريتش لتقديم الدعم الدفاعي للظهيرين، فضلًا عن وجود كاسميرو في عمق الملعب ورجوع إيسكو للخروج بالكرة من الضغط.

وانتهج الملكي سياسة الضغط العالي على لاعبي الخط الخلفي للباريسيين من أجل حرمانهم من التقدم بالكرة إلى الأمام، وهو ما أوقع الأخيرين في الكثير من الأخطاء كادت تهز شباكهم.

شوط أول مميز للباريسيين ولكن.. 

اعتمد أوناي إيمري، المدير الفني لباريس سان جيرمان، على خطته المعتادة بوجود الثلاثي نيمار دا سيلفا، وكيليان مبابي، وإدينسون كافاني في الهجوم.
جاءت التحولات الهجومية للباريسين بخطورة كبيرة، خاصة  تبادل الأماكن بين نيمار ومبابي، على الجناحين، ومحاولات اختراق عمق المدريديين بتحركات أندريه رابيو في المساحة بين خطي دفاع ووسط الميرنجي، والتي أثمرت بالهدف الأول.
لكنك لا تحصل على كل شىء بالتمني، فاستطاع لاعبو ريال مدريد بذكاء التحركات إيقاع اللاعب لو سيلسو في خطأ داخل المنطقة لإعاقته توني كروس، ليخرج الشوط الأول بتعادل إيجابي، قلب كفة الموازين لصالح الميرنجي.


كرة القدم لم توجد لأجل الجبناء يا إيمري
لسبب لا يعلمه سواه، قرر الإسباني أوناي إيمري، سحب مهاجمه كافاني بالدقيقة 66 من عمر اللقاء، وأشرك الظهير الأيمن توماس مونيير بدلًا منه، ليحول خطته إلى 4-4-2 ويحاول إيقاف الاختراقات المستمرة للاعبي الملكي من الناحية اليمنى لألفيس، مع تحرير الأخير للانطلاق على الجبهة، محاولًا تحجيم مواطنه مارسيلو.

إلا أن هذا التغيير قابله زيزو بسحب الفرنسي كريم بنزيما، والدفع بالويلزي جاريث بيل في الدقيقة 68، وإقحام ماركو أسنسيو، ولوكاس فاسكيز بالدقيقة 79 ليلعب الملكي بذات الطريقة، ولكن بأدوات أكثر فاعلية على الرواقين.

حاول إيمري تدارك خطأه بالتغيير الذي أنهى كثيرًا من خطورة أجنحة فريقه، في الدقيقة الـ84 بعد هدف رونالدو الثاني، بسحب جيوفاني لو سيلسو، وإشراك يوليان دراكسلر ليقوم بواجبات الجناح الأيسر والتي فشل فيها أندريا رابيو.

ولأنه لا يتعلم من أخطاء الماضي، فكانت طريقته الدفاعية، والتي أجبرت داني ألفيس، على اللعب كظهير أيمن ثاني أمام مونيير، ليدافع بخمسة لاعبين، وهو نفس الخطأ الذي وقع به أمام برشلونة بالعام الماضي، وكلفه خسارة مذلة بستة أهداف مقابل هدف.

المراوغات وحدها لا تكفي يا نيمار

قدم لاعبو باريس سان جيرمان عرضًا رائعًا على مستوى المراوغات الفردية، والمهارية، فاستطاعوا إكمال 23 مراوغة ناجحة باللقاء، من بينها 13 لنيمار، و4 لمبابي.

بكل هذه المراوغات لم تكن لكلا اللاعبين فعالية على مرمى ريال مدريد بشكل كبير، فالأول سدد كرتين فقط على مرمى نافاس، واحدة منها فقط بين القائمين والعارضة.

والثاني كان له كرتان فقط على مرمى الملكي، من ناحية أخرى وبذكر الفاعلية الهجومية فإن كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد فشل في المراوغة، بل قدم عرضًا لا يرقى لتقييم الجيد، إلا أنه رغم ذلك نجح في إرسال 10 تسديدات على مرمى ألفونس أريولا، من بينها 4 بين القائمين والعارضة، وكذلك هز الشباك في مناسبتين.

أرقام اللقاء

حصل لاعبو ريال مدريد على تقييم عام من موقع هو سكورد المختص بالإحصائيات وصل إلى 7.2، مقابل 6.5 للاعبي باريس، واستطاع أصحاب الأرض تسديد 17 كرة على المرمى، مقابل 12 للضيوف.


راوغ الباريسيون مضيفيهم في 23 مناسبة، مقابل 7 فقط لرفاق إيسكو، واستحوذ الملكي على الكرة بنسبة 50.4% مقابل 49.6% لأبناء العاصمة الفرنسية، فيما فاز زملاء رونالدو في 13 التحام هوائي مقابل 7 للاعبي باريس.

ربما تحتاج إدارة باريس سان جيرمان مراجعة سياساتها من الناحية التعاقدية، والاعتماد بشكل أكبر على النواحي الفنية للاعبين وليس فقط نجوميتهم، ومحاولات خطف نجوم الفرق الأخرى بتوهم أن هذا هو الحل في بناء فريق جديد.


وكذلك يجب أن تبدأ الإدارة في التفكير في التعاقد مع مدرب جديد للفريق يمتلك حاسة البطولات، إذ إن فشل إيمري في التعامل مع البطولات الكبرى جاوز الحد، حتى وإن نجح في العبور من ريال مدريد، فالأمر يحتاج وقفة.