رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كفاية حرام.. مدحت شلبي وامتهان التعليق الرياضي حد الابتذال

الكابتن

التعليق الرياضي موهبة وفن، وحسن وصف وتقدير، ومتعة إضافية لمشاهد المباريات عبر شاشة التليفزيون تعوضه عن متعة التواجد في الاستاد، لذا فالمعلق يصبح مسئولًا أمام المشاهد بتقديم أفضل ما لديه من انفعال وتفاعل وخلفيات معلوماتية، وهذا ما لا يفهمه مدحت شلبي، أو يفهمه ويقوم بنقيضه لرغبة في نفسه، بتصدر صفحات مواقع «السوشيال ميديا» كأكثر معلق كوميديان على وجه البسيطة، ولكن بمتابعة تعليقه على مباراة الليلة بين مصر والبرتغال سنصل إلى نتيجة جديدة، ملخصها أنه حتى الكوميديا لا يفهمهما جيدًا.

قديمًا وصفوا شيخ المعلقين الكابتن لطيف بأنه أظرف ظرفاء عصره، ولا غريب في هذا فقد كان خفيف الدم فعلًا.. أو بالوصف العامي «ابن نكتة».. ظريفًا بالفعل، لا «يستظرف» أو يقحم الإفيه تلو الآخر بداع أو دون داع من أجل خلق الضحك من العدم، وهو ضحك -إن وجد- فهو ذاهب إلى العدم أيضًا.

 وفي هذا تتلخص مشكلة مدحت شلبي الكبرى، الذي امتهن التعليق كوسيلة إضافية للشهرة بجانب تقديمه لبرنامج رياضي، راميًا بالطُعم لجمهور «السوشيال ميديا»، ليلتقطوه في كل مرة، فيزيد «الجنرال» شهرة بزيادة عدد «إفيهاته»، وما نزيد نحن إلا ضربًا بالكف على الكف.

ويقدم «الكابتن» نذر من «إفيهات» شلبي في مباراة الليلة، التي لم يضحك عليها متفرج إلا هو نفسه..

رونالدو.. مادة دسمة ابتذلها شلبي


وجود كريستيانو رونالدو أفضل لاعبي العالم لعام 2017، وأحد أهم نجوم الكرة العالمية في الـ 10 سنوات الأخيرة مادة دسمة لأي معلق للحديث عن مردوده الفني، ومقارنة أدائه مع ناديه بنظيره مع منتخب بلاده، والحديث عن مستقبله مع ريال مدريد، وأنباء اقتراب رحيله إلى الدوري الصيني، ودوره مع برازيل أوروبا، لكن شلبي أهمل كل هذا واستمر في رميّ إفيهات رخيصة شكلًا ومضمونًا أمثال: «الدو الدنشوان.. بيعملنا الشوية بتوعه.. رونالدو بيغلّ وغيران من صلاح.. شنكلة رونالدو تعملها 3 ملايين سترليني».

أنا مش عارفني


الكوميديا المبتذلة شيء والتناقض شيء آخر، فهو لا يعلق بالمعنى الحرفي، ولكنه يحدد غايته في رضا الجمهور، بل يكتفي به «هقول اللي يرضي الجمهور، حتى ولو مايرضيش ضميري مش مهم»، خذ عندك مثلًا..

مدحت شلبي قبل الدقيقة 90 بينما كانت النتيجة 1-0 للفراعنة: - البرتغال قليلة الحيلة - عناصرها ضعيفة - ماحتوصلش دور الـ16 مدحت شلبي في القيقة 94 بعد ثنائية رونالدو: - البرتغال بطلة اليورو - البرتغال برازيل أوروبا - البرتغال المصنفه الرابعة عالمياً

«يا أبوخااالد»!


بخلاف أنه يتعمد أن يصنع من ذاته أضحوكة ومادة للسخرية لجماهير كرة القدم، فالقدر أيضًا يفعل فعلته معه ليسخر منه، فبعد انقطاع بث الشوط الأول، نسى شلبي أن يفصل ميكروفون الإذاعة، ليسمع كل الجمهور شلبي يهاتف شخصًا ما: يا أبو خااالد.. سامعني يا أبوخاالد؟، ليزداد الطين بلة ويصبح على المشاهد تحمل اثنين لا واحد .. مدحت وأبوخالد.