رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الراعي يكتب.. نهائي دون جماهير.. مين بيكذب على مين؟

الكابتن


صدق  أو لا تصدق أن نهائي كأس مصر، أعرق وأقدم بطولة في إفريقيا والوطن العربي تقام دون جمهور، وبمعنى أدق يحضرها عدد قليل من الجماهير، لا يزيد على 4 آلاف متفرج.

 إلى متى ستبقى أزمة الجماهير مستمرة؟ وللأسف أصبحت عودة الجماهير للمدرجات حلم صعب المنال.

ولا نعرف إلى متى يستمر كذب المسئولين عن الرياضة؟ ولا نستطيع أن نصدق أي مسئول بعد الوعود الكاذبة المتكررة، وطوال سبع سنوات نسمع تصريحات لوزير الرياضة يعلن فيها عودة الجماهير مع بداية الموسم الجديد، ويبدأ الموسم كالعادة ودون جمهور، ثم يخرج علينا رئيس اتحاد الكرة بتصريحات عنترية مؤكدًا عودة الجمهور مع بداية الدور الثاني للدوري، وكالعادة لا يحدث شيء، يخرج علينا بحجج وأفلام، ثم يعلن مدير اتحاد الكرة أن عودة الجمهور بصفة رسمية في بطولة كأس مصر، وفي كل مرة نسمع "كلام وبس".

 وأحدث تقليعة كانت إعلان اتحاد الكرة عن حضور 300 مشجع من كل فريق مع بداية الدور الثاني هذا الموسم، وجاء قرار هاني أبوريدة بعد أزمة مباراة القمة والتي حضرها أكثر من 4 آلاف متفرج أهلاوي باستاد القاهرة رغم أنف الجبلاية واستشعر أبوريدة الحرج وحدد بعدها عدد 300 مشجع لكل فريق فقط، وللأسف في كل مرة يتراجع فيها المسئولون عن عودة الجماهير كانت جميعها بحجج مختلفة، في البداية تحججوا بأن الملاعب غير مطابقة للمواصفات التي حددتها النيابة، وطالبوا بتوفير كاميرات بالمدرجات وبوابات إلكترونية، ثم تحججوا بأن الأمن يرفض حضور الجمهور، ومرة أخرى قالوا إن الأندية ترفض حضور الجماهير ولا نعرف نصدق مين؟ ولا مين بيكذب على مين؟

هناك لغز محير ، كيف يحضر عشرات الآلاف في مباريات المنتخب الوطني؟ وكيف يحضر 10 آلاف مشجع في مباريات الأهلي الإفريقية؟ ومن سمح بحضور 4 آلاف مشجع أهلاوي في مباراة القمة بالدور الأول للدوري؟ وكيف تم تأمين هذه الجماهير؟

 أصبحنا لا نعرف من المسئول عن قرار عودة الجماهير، هل الوزير أم اتحاد الكرة أم الأمن أم الأندية؟ للأسف كل طرف يحمّل الآخر مسئولية الفشل، ولكن تجربة دخول جماهير المنتخب وتجربة الأهلي في إفريقيا تؤكد أن عودة الجمهور ليست أمرًا مستحيلًا كما يصور لنا المسئولون، وبصراحة من العيب أن يكون نهائي الكأس اليوم بحضور 2000 من جمهور الزمالك، بينما سموحة ليس له جمهور ولن يحضر له 500 مشجع، وكنت أتمنى أن يترك المسئولون المباراة النهائية مفتوحة للجماهير، خاصة أن الأغلبية ستكون لجمهور الزمالك ولن نخشى حدوث أي احتكاكات نتيجة التعصب الجماهيري لأن سموحة ليس له جمهور.

باختصار يا سادة  المسئولون عن الرياضة في مصر فاشلون لأنهم يديرون أي أزمة بطريقة عشوائية وحسب الأهواء الشخصية، وأتمنى أن نتعلم من الدول العربية مثل الإمارات والسعودية التي تطبق الأساليب العلمية ووجود خطط تأمينية تحفظ سلامة الجمهور والمنشآت والأمن وتعاقب أي مشاغب بقسوة، لكن ما يحدث لدينا فوضى ومهزلة.