رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

قلب الفراعنة.. لماذا أحمد فتحى أهم أوراق كوبر بالمونديال؟

الكابتن

اختلفنا كثيرًا عندما أعلن الأرجنتينى هيكتور كوبر، المدير الفنى لمنتخب مصر، القائمة المبدئية التى ستذهب لتمثيل الفراعنة فى مونديال موسكو الشهر المقبل، وسيزيد الخلاف بل ربما يشتعل، عندما يعلن الأرجنتينى القائمة النهائية، التى ستشهد استبعاد ٦ لاعبين من القائمة الحالية. 
الزملكاوى يريد شيكابالا فى المونديال، حتى لو كان عاجزًا لا يملك شيئًا لتقديمه، والأهلاوى يدافع عن حظوظ شريف إكرامى، رغم أنه قد لا يقبل به حارسًا أساسيًا لفريقه بسبب خطاياه، أما الإسماعيلاوى، فلن يرضى عن كوبر إلا فى حال وجود عواد، فيما سيثور البورسعيدى إذا خرج جمعة من التشكيل النهائى.
فى «الكابتن»، قررنا أن نطلق حملتنا مبكرًا، وقبل إعلان القائمة النهائية، ورفعنا شعار «ادعموهم»، بصرف النظر عن أسمائهم، وألوان قمصانهم المحلية.. ادعموهم لأنهم سيكونون جنود الفراعنة فى ملحمة موسكو، لذا فكلهم يحتاجون إلى هذا الدعم المعنوى، الذى يُعد أقوى وأهم سلاح يستعين به المصريون فى كل ملاحمهم.
فى هذه الزاوية، سنتحدث طيلة الأيام المقبلة عن «جنود موسكو»، ونتناول يوميًا أحد مقاتلى الكتيبة ٢٣، التى ستدافع عن الألوان المصرية، وسنناقش دور كل لاعب وأهميته فى التشكيل، والمنتظر منه فى لقاءات المجموعة، وكيف سيستخدمه كوبر خططيًا وتكتيكًيًا، بالإضافة إلى الصعوبات التى ستواجهه، وقدرته فى التغلب عليها.

حل لكل الأزمات.. الأقوى فى الالتحامات.. وقائد يخفف الأعباء عن «ملك البريميرليج»

يُعد أحمد فتحى أهم الأوراق الخططية والتكتيكية للمنتخب المصرى، لأسباب عديدة، أولها: أنه اللاعب الأكثر خبرة وتمرسًا على المناسبات الكبيرة، من بين الـ١٠ لاعبين، فى قوام التشكيلة الأساسية، لكونه آخر ما تبقى من الجيل الذهبى للفراعنة، الذى حقق ٣ بطولات إفريقية متتالية.
خبرات فتحى تسهم فى قيامه بمهام القائد الخفى، الذى يعطى التعليمات لزملائه بشكل دائم، بما يصحح عوارهم فى التمركز، ويغطى قصورهم فى التغطية، ويوجههم إلى الصواب، لكونه يستطيع كشف الملعب من الخلف دائمًا، وهذه الأدوار تخفف كثيرًا من الأعباء الواقعة على عاتق صلاح، باعتباره القائد الأوضح للفريق، وحامل كل الأمانى والطموحات للمصريين.
ثانى الأسباب التى تجعل من فتحى أهم ورقة تكتيكية لدى الأرجنتينى هيكتور كوبر، هو أنه يمثل الحل الأول لأى أزمة، حيث يشغل مركز الظهير الأيمن فى المنتخب بشكل أساسى، لكن فى حال تعرض أى من محمد الننى أو طارق حامد للإنذار أو الإصابة لا قدر الله، فإن الجميع يعرف أن أول خيار بديل لهما سيكون بدخول أحمد المحمدى فى الجهة اليمنى، والاعتماد على فتحى فى الدائرة كمحور ارتكاز، لذا فهو صمام أمان من الدرجة الأولى.
الأمر ذاته فى الجهة اليسرى للفراعنة، فإذا فكر كوبر فى استبدال عبدالشافى، رغمًا عنه أو طواعية، فإن أول ما يتبادر لذهنه هو اللجوء إلى خيار فتحى من أجل جهة يسرى آمنة، ولو تعرض أى من قلبى الدفاع أحمد حجازى، وعلى جبر لمكروه، فإن الحل فتحى أيضًا.
إلى جانب كل ذلك يُعد فتحى اللاعب الأقوى فى الالتحامات، والأقدر على كسب أى صراعات ثنائية مع الخصوم مهما كانت قوتهم، كما أنه الأكثر التزامًا بتعليمات مدربه، فقلما أخطأ فتحى أو وقع فى لحظة سرحان داخل الملاعب طوال مسيرته الطويلة. 

«الجوكر» صمام أمان أمام الجبهات اليسرى القوية لـ«روسيا وأوروجواى والسعودية» خلال منافسات المجموعة
لسوء حظ فتحى، فإن خصوم الفراعنة الثلاثة، أوروجواى، وروسيا، والسعودية، تملك عدة لاعبين مميزين للغاية فى الجبهة اليسرى، أى فى الجبهة المقابلة له، حتى إن هذه الجبهة تعد من أهم نقاط القوة لدى ثلاثتهم، لذا فهى تمثل ضغطًا وعبئًا على فتحى بشكل كبير، لكن يمكن اعتبار ذلك من حسن حظ كوبر أيضًا، بل ربما يجب علينا الدعاء لئلا يغير مدربو المنتخبات المنافسة استراتيجياتهم، وينقلون مراكز ثقلهم إلى الجبهة الأخرى.
فى البداية، وفى مباراة المنتخب الأوروجويانى، يجب ملاحظة أن هذا المنتخب يملك جبهة يسرى رائعة، خاصة مع تألق الظهير الأيسر الشاب دييجو لاكاست، الذى يؤمن بالكرة الهجومية أكثر من الالتزام بالأدوار الدفاعية والبقاء فى مناطقه، ويعاونه فى ذلك لاعب الجناح رودريجيز. 
الجبهة الصعبة ستمثل عبئًا على الفراعنة، لكن لاكاست قد يكون ثغرة، تفتح مساحة للعب من خلفه، خاصة إذا ما نجح فتحى فى توقيفه.
ورغم ذلك، فإن الموقف سيزداد تأزمًا على فتحى وكوبر معًا، عندما يميل المهاجم أدينسون كافانى، نجم باريس سان جيرمان الفرنسى، بشكل دائم على الجبهة اليسرى، ويشغل أدوار الجناح فى أوقات كثيرة، بالتبادل مع رودريجيز الذى سيدخل إلى العمق. 
فى هذا الوقت، سيكون فتحى مشغولًا بكافانى بشكل دائم، عندما يهرب على الطرف الأيمن للفراعنة، وسيكون مكلفًا بدخول العمق معه فى عملية التغطية العكسية، وهنا ستبرز المساحات للظهير الأوروجويانى لاكاست، الذى يفضل التواجد بالثلث الأخير للخصم دائمًا، وعندها سيكون كوبر مطالبًا بإيجاد حلول لدعم فتحى، الذى سيعانى أكثر فى ظل عدم عودة محمد صلاح للقيام بالأدوار الدفاعية المساندة له.
أما فى لقاء روسيا، فسيكون فتحى فى اختبار صعب أمام أهم وأبرز مفاتيح لعب الفريق الروسى يورى زيركوف، لاعب زينت سان بطرسبرج، الذى يلعب فى مركزى الظهير والجناح الأيسر، ويقدم أدوارًا هجومية رائعة تجعله مفتاح لعب رئيسيًا يراهن عليه جمهور فريقه.
وفى لقاء السعودية، قد تكون المواجهة أسهل نسبيًا، لكن فى حال قرر المدرب الدفع بالسهلاوى مهاجمًا صريحًا والاستعانة بفهد المولد أمهر لاعبى الفريق السعودى فى مركز الجناح الأيسر، فستزداد تحديات فتحى، وستكون مهمته أصعب، كما أنه ربما يكون فى مواجهة محتملة مع يحيى الشهرى صاحب القدرات الفنية العالية والمهارات الكبيرة.
ويمكن القول إن فتحى ليس محظوظًا، فالأعباء عنده أثقل مما نتخيل، لكن كوبر ونحن المصريين محظوظون، لأن لدينا حائط صد منيعًا، وقوة هائلة تستطيع أن توقف أى هجوم مهما بلغت كفاءته، لأننا نثق فى «الجوكر».