رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحليل المجموعة السادسة.. صعوبات في طريق ألمانيا

الكابتن

تضم المجموعة السادسة كلًا من ألمانيا والمكسيك والسويد وكوريا الجنوبية، وبينما يسعى «المانشافات»- الذى يدافع عن لقبه- للصدارة فى مجموعة تبدو معقولة بالنسبة له، يدخل المكسيك والسويد معركة نارية على البطاقة الثانية، فى ظل حظوظ ضئيلة للفريق المتراجع كوريا الجنوبية. فى السطور التالية نحلل كيف تلعب هذه المنتخبات؟ وما حظوظ كل فريق مقارنة بالآخر؟ وكيف يبدو غياب «السلطان» زلاتان إبراهيموفيتش مفيدًا لمنتخب بلاده، ولماذا قد يودع المنتخب الآسيوى الذى أقصته «الماكينات» فى نصف نهائى مونديال ٢٠٠٢ روسيا مبكرًا؟

ألمانيا.. كتيبة خيالية قوتها فى وسط الملعب.. وثغرة وحيدة فى الفريق 

يسعى المنتخب الألمانى الذى يُعد- مع البرازيل- المرشح الأول للفوز بكأس العالم، للاحتفاظ بلقبه ودخول التاريخ من أوسع أبوابه كأول منتخب يتوج بنسختين متتاليتين من البطولة.
يلعب الفريق الألمانى بطريقة «٤٢٣١» وأحيانًا «٤٣٣»، ويعتمد على قوة منتصف ملعبه، هجوميًا ودفاعيًا، فى وجود ثنائى ارتكاز مكوَّن من سامى خضيرة وتونى كروس، وبديلهما جوندجان، وأمامهم الثلاثى مسعود أوزيل ومولر ورويس أو دراكسلر، خلف المهاجم فيرنر.
وتتميز هذه التركيبة الخماسية فى الوسط بالقدرة على الاحتفاظ بالكرة طوال الوقت وتدويرها وإرهاق أى خصم، عوضًا عن امتلاكهم- جميعًا وبلا استثناء- القدرة على تطوير الأداء الهجومى، ونقل الفريق من المنتصف إلى الأمام ولمناطق الخطورة، سواء بالتمرير القُطرى أو المراوغات.
أبرز ما يميز الفريق الألمانى هو الحركة التى لا تتوقف، ماكينات تجوب الملعب دون تعثر، دائمًا ما تشعر بأن اللاعبين إلى جوار بعضهم البعض، الحلول حاضرة، والمسافات قريبة جدًا.
فى اليمين يلعب كيميتش، وفى اليسار جوناس هيكتور، وكلاهما نقطة قوة تجعل الفريق مرعبًا، فأنت أمام ظهيرين وكأنهما مهاجمان فى الأساس يمتلكان ذكاءً خارقًا فى اختيار توقيت الصعود ودخول مناطق الخصم، ويتمتعان بدقة متناهية فى التمرير وإرسال «الباص» البينى للمهاجمين، عوضًا عن الكرات العرضية والتسديدات.
مع كيميتش وهيكتور سنكون أمام ظهيرين مثاليين، يمنحان القدرة للأجنحة سواء مولر وأوزيل أو دراكسلر ورويس على ترك الخطوط لهم والتمركز فى عمق الملعب لتنويع الشكل الهجومى.
ورغم أن الدفاع الألمانى يضم أسماء لا تقل نجومية عن كتيبة الوسط، إلا أن النجمين بواتينج وهوميلز، قلبى دفاع بايرن ميونخ، يعانيان البطء، ويمكن ضربهما بالتمريرات القُطرية، خاصة أن الفريق يمارس الضغط من مناطق متقدمة جدًا، ويتمركز قلبا الدفاع اللذان يُعدان آخر لاعبين فى الملعب بدائرة المنتصف، كما يمثل الصعود الدائم لجوناس، وكيميتش خطرًا كبيرًا على «المانشافت»، لكن يواكيم لوف يسعى دائمًا لتغطيتهما بلاعبى الارتكاز.
فى المجموعة السادسة تبدو فرص ألمانيا فى الصعود مضمونة، لكن مواجهة المكسيك والسويد لن تكون سهلة أبدًا، وسيجد الفريق الألمانى صعوبات كبيرة أمام خصمين منظمين يمتلكان القدرة على خلق صعوبات لأى منافس.

السويد.. تحرر من سطوة إبراهيموفيتش وإرهاق الخصوم بتضييق المساحات

ثانى منتخبات المجموعة السادسة هو الفريق السويدى المتحرر فى الآونة الأخيرة من تبعيته لزلاتان إبراهيموفيتش.
الفريق فى غياب إبرا تحول إلى شكل جماعى منظم، قادر على اللعب ككتلة واحدة دفاعيًا وهجوميًا، وبدا رائعًا فى طريقه للمونديال بمواجهات صعبة بدأت بوقوعه مع فرنسا فى مجموعة واحدة، مرورًا بمواجهة نارية فى الملحق الأوروبى أمام إيطاليا التى أطاح بها.
الفريق يلعب بطريقتى «٤٤٢» و«٤٢٣١»، ويراهن فى الأساس على التنظيم الدفاعى وتضييق المساحات فى المناطق الأخيرة، وهو الشكل الذى سيزعج الفريق الألمانى جدًا، ويمكن أن يضاعف صعوبات «المانشافت» عبر المرتدات والسرعات التى يمتلكها الجناح إيميل فورسبورج ولاعب الوسط سيباستيان لارسون، والمهاجم ماركوس بيرج لاعب العين الإماراتى.
فى قلب الدفاع يمتلك الفريق السويدى فيكتور لينلديلوف مدافع مانشستر يونايتد الإنجليزى، ويعد صمام الأمان للسويد، ورغم تراجع عطائه مع فريقه الإنجليزى بفعل البدايات الصعبة منذ انتقاله من بنفيكا البرتغالى، فإن الشكل الخططى للسويد وجماعية الأداء يجعله أفضل كثيرًا عندما يرتدى التيشيرت الأصفر عما هو عليه مع اليونايتد، وهذه حالة تجدها عند كثير من اللاعبين الذين يختلف عطاؤهم مع منتخباتهم عن أنديتهم. أبرز لاعبى الفريق هو الجناج إيميل فورسبرج الذى يُجيد أيضًا اللعب فى مركز صناعة اللعب، ويمتلك قدرة كبيرة على الاحتفاظ بالكرة والمراوغة ونقل الفريق للمناطق الخطرة. كما يعد سيباستيان لارسون حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم فى الفريق السويدى، وهو من بين الركائز الرئيسية فى الفريق لمرونته وقدرته على شغل أكثر من مركز.
كوريا الجنوبية.. سذاجة دفاعية وعشوائية والآمال معلقة على جناح توتنهام

فى صفوف المنتخب الكورى الجنوبى الوضع يتبدل والحال تتغير، فالفريق الذى يواصل حضوره فى المونديال بشكل دائم، يعانى من مشكلات فنية وخططية تبدَّت بشكل كبير فى مشواره إلى المونديال، ولولا سهولة التصفيات ما حضر إلى موسكو من الأساس.
فى ظل الكوارث الخططية والتكتيكية التى يعانيها الفريق الكورى يعلق الجميع هناك آمالهم على جناح توتنهام المتألق سون هيونج، الذى يعد الركيزة الأساسية للفريق لما يمتلكه من مقومات فنية وتهديفية رائعة.
سون الذى يلعب فى مركزى الجناح والمهاجم الصريح فى أوقات كثيرة مع فريقه الإنجليزى، تجده أحيانًا كثيرة فى منتصف ملعب منتخب بلاده لضبط إيقاع اللعب فى ظل غياب حلول تساعده على تقديم أداء قوى.
كوريا فريق غير منظم دفاعيًا، ويعانى سذاجة فى التمركز وقراءة الخصوم، وفرص التفوق فى الصراعات الثنائية قليلة جدًا، وهو ما يُظهر الفريق بشكل سيئ مؤخرًا، ويجعله من بين المرشحين للخروج مبكرًا من البطولة.
ورغم كل الصعوبات إلا أن الجميع فى كوريا يؤمن بحظوظ بلادهم فى التأهل أيضًا، ويعولون على قدرات سون فى قيادة الفريق، وإمكانية تحقيق مفاجأة، مثل تلك التى حققها فى مونديال ٢٠٠٢ على أرضه عندما جاء فى المركز الرابع.

المكسيك.. تشكيل متوازن.. وثلاثى الوسط بقدرات بدنية عالية

كعادته، يدخل الفريق المكسيكى المونديال بتشكيلة متوازنة وفريق جيد قادر على العبور إلى الدور الثانى. نعم، لا يضم كثيرًا من النجوم الكبار والأسماء المرعبة، لكنه فريق لا يمكن الاستهانة به أو التقليل منه إطلاقًا، ولديه نفس حظوظ الفريق السويدى فى تخطى دور المجموعات.
يراهن منتخب المكسيك على طريقة لعب «٤٣٣»، ويمتلك الفريق فى الخط الأمامى ٤ مهاجمين رائعين ومعروفين لجماهير كرة القدم، على رأسهم النجم تشيتشاريتو ومعه خافير أكوينو، ويفاضل المدرب بين خيسوس جاياردو وراءول خمينيز فى استكمال المثلث الهجومى، ويبقى أحدهما خيارًا بديلًا لإحداث الفارق إذا تطلبت المباراة ذلك.
كما يمتلك الفريق المكسيكى خط وسط جيدًا مكونًا من محور الارتكاز دييجو رييس، وعلى يمينه أنديس جواردادو، وعلى يساره جوناثان دوس، وهم ثلاثى يمتلك مقومات بدنية عالية وقدرة كبيرة على القيام بالأدوار الهجومية والدفاعية معًا.
بنسبة كبيرة، سيحقق الفريق المكسيكى الفوز على نظيره الكورى، وبصرف النظر عن النتيجة المحتملة أمام ألمانيا التى ستكون خسارة بشكل أكبر، فإن المباراة الحاسمة والمؤهلة إلى الدور الثانى ستكون أمام السويد، التى ربما تكون أهم مباريات المجموعة على الإطلاق والمحدد الرئيسى للعابر الثانى رفقة الفريق الألمانى إلى دور الـ١٦.
ستكون المباراة متزنة بين فريقين يمتلكان نفس الحظوظ، وتقارب فى حجم الأسماء، وإن كان المنتخب السويدى يمتلك قوة بدنية أكبر وصلابة دفاعية ظهرت بشكل قوى أمام الفريق الإيطالى فى الملحق الأوروبى.