رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ألمانيا صاحبة أكبر مفاجأتين في تاريخ كأس العالم

الكابتن

إذا كان خروج المنتخب الألماني المبكر من دور المجموعات في كأس العالم روسيا 2018 مفاجأة، باعتباره بطل العالم الرسمي، وأكثر منتخب لعب المباراة النهائية في المونديال ( 8 نهائيات كسب منها 4)، ولا يعد خروجه في مونديال فرنسا 1938 مفاجأة على الإطلاق، لأن ألمانيا لم تكن ذات سمعة كروية مرموقة وقتها، وكان عاديا أن تتذيل المجموعة السادسة مع منتخبات السويد، والمكسيك، وكوريا الجنوبية برصيد 3 نقاط، مكتفية بتحقيق انتصار صعب جدا على المنتخب السويدي في الجولة الثانية بهدفين لهدف.

 

لكن المفاجأة الأكبر في تاريخ ألمانيا هي اقتناصها للقب العالمي في سويسرا 1954 لأول مرة في تاريخها، وسمتها الصحافة العالمية "معجزة برن"،  وكانت كل الترشيحات تصب في صالح المنتخب المجري الرهيب الذي كان الأفضل في العالم بلا منافس في ذلك الوقت، وكان يضم مجموعة من اللاعبين كانوا الأمهر في تاريخ اللعبة هم بوشكاش، ودي ستيفانو، وزولتان زيبور، وجوزيف بوزيك، وزولا جروسيكس، وهيديكوتي "مدرب الأهلي في السبعينيات"، وكانوا يسمون المجر فريق الستة العظام.

 

بينما ألمانيا لا تملك إلا فريتز فالتر، وماكس مورلوك.

 

بدأت المجر البطولة بكل قوة، وكانت في المجموعة الثانية برفقة منتخبات ألمانيا، وتركيا، وكوريا الجنوبية، واكتسحت المنتخب الكوري الجنوبي بـ 9 أهداف نظيفة، ثم أخذت في طريقها المنتخب الألماني بنتيجة قاسية، ومذلة، وهي الأكبر في تاريخ ألمانيا 8 أهداف مقابل 3 ليتصدر المجريون المجموعة برصيد 4 نقاط.

 

وأطاح المنتخب المجري في دور الثمانية بالمنتخب البرازيلي بـ 4 أهداف لهدفين، وبنفس النتيجة المنتخب الأوروجوياني في دور قبل النهائي.

 

وفي النهائي تجاوزت الماكينات الألمانية نكسة الدور الأول أمام المجر، وتناست النتيجة تماما، ولم ترهبهم نتيجة المباراة الأولى، ونزلوا إلى الملعب، وكأنها لم تكن، ولعبوا بإصرار شديد، وجدية مفرطة، ونجحوا في تحقيق ما يشبه المعجزة، فبالرغم من تأخرهم بهدفين دون رد حولوا تأخرهم إلى فوز بـ 3 أهداف لهدفين، وهي المفاجأة التي هزت العالم، وأذهلت الجميع، وتساءلوا : كيف لا يفوز هذا الجيل الذهبي ببطولة العالم؟ ولكن على الجانب الآخر اكتسب المانشافت احترام الجميع.

 

وكان المنتخب الألماني قد احتل المركز الثاني في المجموعة برصيد نقطتين جمعها من الانتصار على المنتخب التركي بـ 4 أهداف لهدف في الجولة الأولى، وكرر الفوز على تركيا في مباراة فاصلة لتحديد المتأهل إلى دور الثمانية بنتيجة أعرض كثيرا 7 أهداف لهدفين.

 

وأقصت ألمانيا في دور الثمانية المنتخب اليوغسلافي بهدفين دون مقابل، وفي دور قبل النهائي جاء الدور على المنتخب النمساوي بنتيجة ثقيلة 6 أهداف لهدف.

 

ربما تكون هذه البطولة هي السبب في أن المستحيل ليس ألمانيا.

 

وكما فازت ببطولة 1954 دون سبب، خرجت من الدور الأول في 2018 بنفس الطريقة.