رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كافاني.. العكاز الذى أسقط تاباريز

الكابتن

ودع منتخب أوروجواي مونديال روسيا بعد الهزيمة أمام المنتخب الفرنسى بهدفين مقابل لا شيء، في مباراة سيئة لم يتوقعها أحد. 

لم يستحق الفريق السماوى تلك الهزيمة المهينة، والظهور بهذا الشكل الباهت، بعد سلسلة مباريات أظهر خلالها أوسكار تاباريز امتلاكه لفريق تكتيكي من طراز متميز، ونجح في الإطاحة ببطل أوروبا "البرتغال" بقيادة النجم كريستيانو رونالدو.
ورغم أن المباراة كانت تسير بشكل متوازن، لكن قبل دقائق من نهاية الشوط الأول تلقى الفريق هدفًا من كرة ثابتة، وهي بالأساس نقطة قوة الفريق، الذى يصعب التسجيل فيه من كرات عرضية، لكن الخطأ جاء عبر البديل ستوانى، الذى حل مكان إديسون كافانى نجم الفريق.
لم يبرهن هذا الخطأ الساذج وحده على قوة كافاني وتأثيره الكبير في شكل وأداء الفريق، بل كانت حالة الضعف الهجومى والاستسلام الكبير مدلولًا أكثر وضوحًا على أن خروج لاعب باريس سان جيرمان من التشكيلة، كان بمثابة خسارة الفريق لـ 70 % من قوته الهجومية.

«كافانى» الذى كان بمثابة العكاز الذي سقط، فسقطت معه أوروجواى، لم يكن مجرد مهاجم فحسب، بل كان ورقة تكتكية يستخدمها  المدرب المخضرم في القيام بأكثر من دور، بدءًا من التواجد في الجهة اليسرى لخلق المساحات وتأدية أدوار الجناح، مرورا بالعودة إلى الوسط في عملية الدفاع المنظم، وصولًا إلى القوة الهجومية الضاربة له باللعب كرأس حربة داخل منطقة الجزاء وبالقرب منها، وكذا استخدام تصويباته الخارقة في زرع الرعب بنفوس الخصم.
افتقد تاباريز لللاعب الذى كان حلقة الوصل بين الدفاع والهجوم، فافتقد بذلك المتنفس الحقيقى الذى يخفف الأعباء عن دفاع الفريق، والصاروخ المنطلق المزعج لأى خصم، فلم يعرف لاعبو أوروجواى كيف يتحولون من مناطقهم الدفاعية إلى الهجومية بشكل سريع، كما كان الحال قبل مباراة فرنسا.
تاباريز أخطأ عندما اعتقد بأن ستواني، اللاعب البديل سيعوض غياب كافاني، وبدلًا من اللجوء إلى زيادة العدد في وسط الملعب وتغيير الشكل إلى 4/5/1، أصر المدرب علي طريقة 4/4/2، ودفع بـ «ستوانى» الذى لا يعد لاعبًا متواضعًا فحسب، بل تظل الفوارق بينه وبين كافانى شاسعة.
افتقد تاباريز لعكازه، وافتقد عشاق كرة القدم لواحد من أفضل المنتخبات التى قدمت مونديالًا رائعَا، لا تستحق عليه هذه النهاية السيئة.
كان تاباريز واحدًا من أذكى المدربين في هذه البطولة، قدم شكلًا خططيًا نموذجيًا، وحتى أمام فرنسا الفريق المرعب، لم نجد الديوك يصلون لمرمى أوروجواى أو يهددون الحارس بكرات خطيرة، ونجح في إغلاق المساحات أمامهم بشكل محكم، لكن التأثير الكبير في النواحى الأخيرة كان بفعل غياب كافانى.
لعب القدر أبرز الأدوار بإصابة كافانى وغيابه عن المواجهة أمام فرنسا، واستمر في مضاعفة أعباء «العجوز» عندما استقبل موسليرا هدفًا لم ولن يستقبله طوال مشواره، في لقطة كوميدية جعلت الجمهور المصرى يشبهه بشريف إكرامي.
ودع العالم تاباريز، الذى يجب أن ينحني له الجميع تقديرًا واحترامًا، ويكفيه أنه ترك لأورجواي مجموعة جديدة من اللاعبين الشباب التى تلعب مونديالها الأول، وتكتب أول سطورها مع المناسبات الكبيرة مثل بينتاكور وتوريرا وفالفيردى ولا كسالت، وبرهنوا جميعًا على أن المستقبل الكبير ينتظر هذه المجموعة، وأن القادم أفضل للسماوي.