رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

إدين هازارد.. النداء الأخير لطائرة مدريد

الكابتن

"ريال مدريد هو النادي الأفضل في العالم، لا أريد أن أكذب، اللعب له كان حلمي منذ الطفولة، كنت أحلم بالانضمام لهذا النادي، سنرى ما سيحدث مستقبلًا، لا أريد الحديث حول هذا الأمر كل يوم، لا أمتلك الكثير من الوقت، سأتحدث عن مستقبل في وقت لاحق".


خرج إدين هازارد، لاعب تشيلسي الانجليزي بهذا التصريح أمس ليؤكد للمرة المليار أنه يرغب في الانضمام لصفوف ريال مدريد، على أمل أن يصل حديثه للميلياردير الإسباني فلورنتينو بيريز، رئيس النادي الملكي.


22 مباراة، 14 هدفًا، وصناعة 5 ،  هي أرقام النجم البلجيكي منذ بطولة كأس العالم الأخيرة وحتى الآن.

هازارد فرض نفسه بشكل مميز في الفترة الماضية كأحد أفضل لاعبي الكرة في العالم، منذ خروجه من ليل وحتى حصده الميدالية البرونزية مع منتخب بلاده في المونديال الأخير.

فنيًا هازارد يجيد اللعب في مركز الجناح الأيسر بشكل أساسي، بجانب الجناح الأيمن، وصانع الألعاب.


البلجيكي من النوعيات المحببة للمدرب الإسباني خولين لوبتيجي، لاعب يجيد أكثر من مركز، يتحرك كثيرًا على جانبي الملعب، يدخل إلى العمق كمهاجم ثانٍ أو صريح أحيانًا، يصنع اللعب لزملائه، ولنفسه أحيانًا أخرى .


المهاجم الوهمي

في البداية مركز المهاجم الوهمي هو أحد لاعبي وسط الملعب الهجومي أصحاب القدرات المهارية المميزة، يأتي أهم أدواره في اللعب بالقرب من وسط الملعب أكثر منه إلى منطقة الجزاء، واستلام الكرة في  منتصف الملعب الخاص بالخصم، وهنا تأتي صعوبة هذا المركز على الدفاع.

 

 هازارد، يجيد اللعب كصانع ألعاب متأخر، ويمتلك القدرة على الاختراق من وسط الملعب، والمهارة التي تفيده في موقف الـ1-1.

البلجيكي لعب بشكل جيد في بداية الموسم الحالي مع البلوز، بعد مشاركته في 8 مباريات في الدوري بتسجيل 7 أهداف.

إبان وجود أنطونيو كونتي في تدريب تشيلسي، كان هازارد يلعب فترات كثيرة في مركز المهاجم الثاني، بجوار موراتا أو ديجو كوستا، وأحيانًا كان يهبط إلى وسط الملعب ويأتي من المساحة العمياء للدفاع، مخترقًا الملعب.

مرة أخرى نعود لشرح فكرة المهاجم الوهمي: في تلك الحالة يجد لاعبا الدفاع أنفسهما في حيرة إما بتخلي أحدهم عن مركزه ومواجهته لمنعه من الوصول، وهنا يترك زميله في موقف واحد لواحد مع المهاجم، أو 2-1 في حالة دخول أحد الأجنحة داخل منطقة الجزاء، أو التمسك بمركزه وجعله يفعل مايريد بالكرة.

لوبتيجي حاول الاعتماد في بداية الموسم على ماركو أسنسيو في هذا المركز، ولكن الفكرة لم تكن مجدية فتخلى عنها الإسباني سريعًا.

هل يتبادل بنزيما وهازارد الأدوار؟!

في السنوات الأخيرة، اقتصر دور كريم بنزيما على تفريغ المساحات، وسحب المدافعين داخل منطقة الجزاء، بتحركه على أحد القائمين، وإفراغ المساحة لرونالدو القادم من الخلف لتسجيل الأهداف.

وجود هازارد سيضيف الكثير إلى خطة ريال مدريد الهجومية، عن طريق الاعتماد على تحركاته من المساحة العمياء للمدافعين، ومشاركته في صناعة اللعب إلى أخره.

انضمام هازارد لترسانة الملكي الهجومية سيكون أحد أسباب سعادة كريم بنزيما، البلجيكي سيخفف الضغط على الفرنسي، مهمة الأخير ستعود مرة أخرى للاقتصار على تفريغ المساحات كما كانت.

أما الاعتماد على هازارد كمهاجم ثاني بجوار بنزيما، سيجذب اهتمام المدافعين بشكل أكبر،  الجميع سيصبح مشغولًا بالبلجيكي، سيصبح بمثابة حصان طروادة لبنزيما في هذه الخطة.

هازارد والقطعة المتبقية ديناميكية لوبتيجي 

وجود هازارد في صفوف ريال مدريد، سيضيف المزيد من الخيارات على ناحية تغيير الخطة.

سيصبح بإمكان لوبتيجي الاعتماد على هازارد كجناح أيمن أو أيسر، أو حتى دخوله في عمق الملعب كمهاجم.

في حالة الاعتماد على خطة 4-3-3  تقليدية بعيدًا عن ثلاثية الوسط، سيتاح لدى الملكي اللعب بهازارد كمهاجم صريح، وعلى يمينه جاريث بيل، وفي الجانب الآخر ماركو أسنسيو.

لوبتيجي  ظهر في الموسم الجاري يعتمد على ديناميكية في وسط الملعب، بين الثلاثي، بالتحرك على الأجنحة، والدخول في عمق الملعب من أجل إحداث الخلخلة في دفاع الخصم.

هازارد يمتلك القدرة على اللعب في المراكز الثلاثة في الهجوم، بجانب قدرته على أداء دور صانع الألعاب المتأخر، وهو يصبح خيارًا مميزًا في الميركاتو المقبل.

"طيارة الدوحة، آخر نداء لطيارة الدوحة"، قيلت تلك الجملة في الفيلم الشهير إكس لارج، بطولة أحمد حلمي، باتت تتردد على أذن جماهير ريال مدريد في كل مرة قرأوا فيها تصريحًا عن رغبة البلجيكي في الانضمام لصفوف الملكي، لكن هل سيصل النداء إلى الجالس في قلعة عالية بحوائط تمنع الأصوات الخارجية، هناك في مدريد، لا أحد يعلم..  حتى الآن يبقى الوضع على ماهو عليه، وعلى هازارد الانتظار للميركاتو المقبل.