رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الراعي يكتب: مشروع الـ"1000 محترف" فنكوش جديد

الكابتن

 مشروع  الـ"1000 محترف" الذي أعلن عنه الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، "فكرة رائعة"، ولكن تنفيذ المشروع فيه غموض كبير، يثير التساؤلات والشكوك والشبهات، وقد يتحول "المشروع" من فكرة عالمية تنهض بالرياضة المصرية إلى حقيقة مؤلمة تؤدي لإهدار المال العام، وإهدار المواهب وتدمير الأبطال.

في البداية لا بد أن نعطي كل ذي حق حقه، ونعترف أن فكرة هذا المشروع تقدم بها محمد شيحة، وكيل اللاعبين، منذ سنوات إلى وزير الرياضة السابق "خالد عبدالعزيز"، ولكنها تاهت ودخلت الأدراج بعد أن أقحم الوزير السابق نفسه في الخلافات والصراعات مع الأندية والاتحادات.

وجاء الوزير الحالي الدكتور أشرف صبحي وقرر تنفيذ فكرة الـ"1000 محترف" وتحويلها من الورق إلى الواقع  تحت شعار "مشروع قومي"، أي ترعاه الدولة من أجل تطوير الرياضة المصرية والوصول بها للعالمية، وتحقيق أعلى استثمارات تاريخية تنعش اقتصاد الدولة، وتجعل أولياء أمور اللاعبين والأبطال الرياضيين يحلمون بملايين الدولارات، وسيكون لدينا أكثر من "1000 محمد صلاح" وهانكسب ذهب يا انشراح، والبلية هاتلعب!

وفجأة تم استبعاد محمد شيحة صاحب الفكرة، وإسناد تنفيذ المشروع إلى برزنتيشن، ولكن لم يقدم الوزير آليات تنفيذ المشروع، ولم يشرح لنا مضمون الفكرة أصلا؟ وكيف سنصنع 1000 محترف؟ وأين مكان هذا المصنع؟ وكيف سيتم التنفيذ؟ وكيف نختار "قماشة المشروع"؟ هل نرسل كشافين في الشوارع والمدارس؟ أو نرسل خبراء من كل الألعاب لمتابعة المواهب الفذة في الأندية والاتحادات الرياضية؟.

هل يقتصر المشروع علي المواهب التي تم اختيارها لتمثيل المنتخبات؟ وهل سنقوم برعاية هؤلاء المواهب في المنتخبات للوصول بهم للعالمية؟ باعتبار أن المنتخبات تضم أفضل العناصر في كل الألعاب؟.

عفوا سيادة الوزير.. هناك غموض كبير، ولا نعرف سببا لوجود لجنة علمية للمشروع تضم نخبة من "دكاترة" كليات تربية رياضية، وما دور هؤلاء العلماء الأجلاء؟ هل سيقومون بدور كشافين للمواهب؟ هل سيقومون بتدريب المواهب؟.

عفوا سيادة الوزير.. هناك فارق كبير بين الممارسة الرياضية وأصحاب الأبحاث العلمية الأكاديمية، ولا نقلل من دور زملائك أساتذة التربية الرياضية، ولكن لا داعي لإنشاء "لجنة الأكاديميين" وكان من الأولى أن يتم اختيار مجموعة من الخبراء والأبطال السابقين والمدربين ليكتشفوا المواهب ويتولوا إعدادهم، ولا نقلل من الأساتذة، وعلى العكس نطالب بالاكتفاء باستخدام أبحاثهم الجليلة فقط، ولسنا في حاجة لوجودهم شخصيا في "لجان أكاديمية" تكلف خزينة الدولة ملايين الجنيهات سنويا.

ونتمنى توضيح دور برزنتيشن، هل ستنفق على المشروع  وترعي المواهب؟ وهل ستكون صاحبة حق الملكية في بيع اللاعبين المواهب وتسويقهم بالأندية الأوروبية؟.

باختصار.. لا نعرف شيئا عن هذا المشروع القومي العبقري، ونريد أي مسئول بالوزارة أو الشركة الراعية أن يخرج علينا  بتفاصيل المشروع، ويكشف لنا  تفاصيل أكثر عن هذا الاختراع.

وعندما تابعت المؤتمر الصحفي للوزير، شعرت أننا نشاهد فيلم عبدالحليم حافظ الذي اخترع "قماش لا يحترق" وجلسنا نتابع الفيلم حتى النهاية حتي نصل إلى "رأس الاختراع" وانتهى الفيلم بالزواج السعيد ولم نعرف سر الاختراع!

وانتهى المؤتمر الصحفي للمشروع، وشاهدت السعادة في عيون المسئولين لأنهم أعلنوا عن اختراع خطير، لا نعرف تفاصيله، مثل اختراع  "الفنكوش" وما زلنا حتى الآن ما نعرفوش!

وانتظرت أياما وأياما بعد انتهاء المؤتمر الصحفي، معتقدًا أن الوزير أو أي مسئول، سيخرج علينا بالتفاصيل لإعلان السر، وكيف سيتم صناعة "1000 محترف"؟.

ذهبت لمشاهدة برامج الطهي والمطبخ، معتقدا أن الشيف حسن أو الشيف "هالة هلول" سيكشفان لنا عن الوصفة السحرية للطبخة الرياضية العبقرية التي ستجعل لدينا 1000 محمد صلاح، ولم نعرف، ولم نفهم شيئا حتى الآن!

بصراحة حذرني زملائي من الكلام في هذا الموضوع، وقالوا إنك ستدخل "عش الدبابير" لأنه "مشروع قومي"، بل مطلوب منك أن تخرج وتهتف للمشروع وتشيد باهتمام الدولة بصناعة الأبطال الرياضيين وتصدير المواهب للعالم، وطلب مني زملائي بأن أتغني بأضخم مشروع استثماري رياضي يوفر ملايين الدولارات إلى خزينة الدولة.

وبالفعل سأرضخ لتحذيرات زملائي، وسأهتف في كل المنابر الإعلامية، وأشيد بهذه الفكرة العبقرية وأقول "يعيش مولانا وبطيخ مولانا"، أقصد يعيش مشروع الوزير، وأصدقاء الوزير.

وفي النهاية.. ما زال عندي أسئلة كثيرة واستفسارات مثيرة ، ومخاوف من فساد المشروع الذي قد يهدر المال العام ويدمر المواهب، وما زال عندي أمل أن يكشف المسئولون عن تفاصيل المشروع، وأنتظر توضيح الوزير ليكشف لنا عن سر الاختراع وكيفية تنفيذه.