رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الرياضة: هذه رسالتي للأهلي والزمالك وبيراميدز.. وستاد القاهرة سيتحول لـ "أليانز أرينا" (حوار)

حوار وزير الشباب
حوار وزير الشباب والرياضة مع الدستور

قال الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إن بطولة الدورى مستمرة ولم يتم التطرق إلى إلغائها، لأن الخسائر المترتبة على ذلك ستطول الجميع، وعلى رأسهم قطبى الكرة المصرية، مشيرًا إلى أنه طلب من رئيسي القطبين عدم إقحام الجماهير في الصراع.


وأكد الوزير، في حواره مع «الكابتن»، ثقته التامة في قدرة الدولة المصرية على تنظيم بطولة أمم إفريقيا في يونيو المقبل، وإخراجها بصورة مشرفة تليق بتاريخ ومكانة مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي، لافتا إلى أن بطولة الـ«كان» ستكون نقطة الانطلاق لعودة الجمهور إلى مدرجات ملاعب كرة القدم المصرية مرة أخرى.



ما آخر الاستعدادت الخاصة ببطولة كأس الأمم الإفريقية؟

نحن نعمل بشكل متوازٍ في أكثر من اتجاه، وأريد أن أطئمن الجميع بأننا نسير في كل الملفات على قدم وساق، وكل شيء سيكون على ما يرام قبل موعد البطولة، لأننا نعلم ونعرف جيدًا قدر التحدي الذي نمر به، وفي المرحلة الحالية نولي اهتمامًا كبيرًا بتجهيز الاستادات الرياضية التي ستستضيف مباريات البطولة، لكي نظهر بالشكل اللائق الذي يليق بصورة مصر بين أشقائها في إفريقيا.

وأؤكد عدم وجود أي أزمات تخص هذا الملف، لأن الاستادات متاحة، والبنية الأساسية متوفرة، لكننا نعمل علي عدة أمور على رأسها التطوير الشكلي، كما نعمل أيضَا على الانتهاء من منظومة توفير التذاكر، وتأمين عملية دخول وخروج الجماهير.

ودعني أؤكد لك وللجميع، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي مهتم بالرياضة بشكل عام، ويولي القطاع مكانة متقدمة في قائمة أولوياته.

الرئيس يؤمن بأن الرياضة قضية أمن قومي للبلاد، وهذا واضح جدَا من خلال اهتمامه وحرصه الدائم على تشجيع ممارسة الرياضة في المدارس الأندية ومراكز الشباب، وتكريم الأبطال في كل مكان، وهذا يجعلني أقول لك بكل ثقة إن هذا الجيل من الرياضين، محظوظ بوجود قيادة سياسية مثل الرئيس السيسي، والبطولة ستخرج بأفضل شكل لنفس السبب.


تتحدث عن منظومة دخول وخروج الجماهير، ألا تخشى أي خروج عن النص؟


لست قلقًا من أي شيء، لدينا ضمانة حكومية ووعود قوية بتوفير وتنفيذ كافة اشتراطات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الخاصة بالبطولة، وعلى رأسها دخول الجمهور، والدولة قادرة على إعادة الجمهور وحماية كافة الأطراف.

القلق يولد النجاح، لكنني لم أشعر بأي قلق في ملف الجمهور، ومطمئن تمامًا بأن خططنا وإستراتيجتنا وسلوكيات جمهور مصر، ستقدم صورة حضارية للعالم، وسننجح جميعًا.


تخوض مصر معركة شرسة ضد الإرهاب. ألست قلقًا من أي مفاجآت غير سارة؟


واجهت مصر قوى الشر بشكل قوي وذكي ومباشر، وقطعت شوطًا طويلًا في هذا الملف، وإذا تعرضنا لأي محاولات فردية، هدفها تشويه الصورة العامة، فهو أمر وارد ويحدث في كبرى بلدان العالم، ولا يستدعي القلق. دعني أقول لك إن القلق مصدره أننا نبالغ في تقدير قوة المنظمات الإرهابية المغرضة والمتربصة بأمننا.


ما المكاسب المتوقعة من تنظيم البطولة؟


أهم المكاسب هو إرسال رسالة قوية للعالم بقدرة مصر على تنظيم البطولات الكبرى، واستقرارها وأمنها وتمتعها بإمكانيات كبرى على صعيد التنظيم والبنية الأساسية، هذا هو أهم مكاسب أي دولة تحظى بشرف تنظيم واستضافة البطولات القارية أو العالمية.

وبالنسبة للمكاسب المادية، لا أتوقع أن نجني أرباح كبيرة من البطولة لكن على أقل تقدير سنغطي نفقات التنظيم، وسيصبح لدينا استادات مطورة، وخبرة أفضل على مستوى التعامل مع الجماهير، وضبط عملية الدخول والخروج، وطرق الحصول على تذاكر المباريات، وكل ذلك سينعكس بشكل أفضل على البطولات المحلية.


أعضاء باتحاد الكرة اشتكوا من تهميشهم واستبعادهم من اللجان. ما تعليقك؟


أنا جلست مع اتحاد الكرة منذ البداية، وقلت بشكل واضح إن الاتحاد مسئول عن رئاسة اللجنة التنظيمية للبطولة، برئاسة المهند هانى أبوريدة، وتركت له بقية التفاصيل.

وأتمنى لو كان كان بإمكاني الاستفادة من جهود الجميع، لأن تنظيم بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم، هو شيء كبير حقًا ويحتاجج لتضافر الجهود.


ألا ترى أن أزمات بطولة الدوري عقبة أمام تنظيم «كان»؟


الدوري المصري هذا الموسم قوي للغاية، والفرق الكبرى لم تعد قادرة على حسم مبارياتها بسهولة، أنا سعيد جدًا بهذا المستوى. هذا الموسم سوف يشهد استعادة مباراة القمة لبريقها وقوتها مرة أخرى، في ظل قوة قطبي الكرة الأهلي والزمالك.

وأتمنى أن نحافظ على قوة هذا التنافس، وأن نتجنب فكرة إقحام الجماهير في خلافات رؤساء الأندية، وقد أكدت على ذلك فى رسالتي للجميع: "الصراع والتنافس أمر مقبول في الرياضة لكن يجب أن يقابله التزامًا وطنيًا يعلي مصلحة الوطن على المكاسب الشخصية".


ما الخطوات التي اتخذتها لإنهاء الصراع الدائر بين الأهلي والزمالك؟


التقيت بالكابتن محمود الخطيب، وبالمستشار مرتضى منصور، من أجل تهدئة الأمور، وعدم إقحام الجمهور في الخلاف الدائر بينهما، من أجل المصلحة العليا للبلاد.

من جهتي أبلغت الطرفين رسالتي بوضوح، وبشأن مواعيد المباريات ولعب المؤجلات من عدمه فهذه أمور فنية تخص اتحاد الكرة، لا دخل للوزراة بها، لكن طلبت من الجميع الالتزام والتحلي بالمسئولية، لأن في النهاية ما يحدث ليس في صالح أحد بما فيهم رؤساء الأندية أنفسهم.

لن أصف أي طرف بأي وصف، ولن أحكم من المخطئ ومن المصيب، أنا قلت ما هو المطلوب إلى «الخطيب» ورئيس الزمالك، قلت للجميع يجب أن نعلي المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى، وأنا على يقين من أنهما سفعلان ما هو في صالح مصر، لأنهما حريصان على مصلحة البلاد.

ومن جهتي أقول بوضوح إن اتحاد الكرة هو المسئول الأول والأخير عن حل أزمات الجدول والتوقيتات.




هل تتوقع حلًا نهائيًا لأزمة القطبين؟


بالتأكيد، في النهاية كل الأزمات لا بد أن تحل وتنتهي. قلت ذلك وكررته مرارًا: «لا مساس بالدوري.. البطولة ستكتمل إلى النهاية، وأي حديث عن سيناريوهات أخرى سيضر بالأندية قبل أي طرف آخر".

أحذر من أن تصعيد الخلاف وإلغاء الدوري هو خسارة للجميع، لأن هناك ارتباطات اقتصادية بين الرعاة والأندية، واتحاد الكرة، لذلك أطالب الجميع بتقديم التنازلات في طريق الوصول إلى حل يضمن استمرار البطولة واستكمالها.

وأؤكد أن الدوري لن يلغى، ولم نتطرق إلى مناقشة مثل هذا الطرح من الأساس، لأن البطولة مستمرة، وستستكمل، في ظل وجود منافسة قوية وممتعة.


لماذا يفشل اتحاد الكرة في وضع جدول منضبط للبطولات المحلية؟


من المرجح أن يكون إسناد ملف تنظيم بطولة الأمم الإفريقية لمصر بشكل مفاجئ، أربك حسابات الاتحاد، هذا أمر وارد، دعنا نلتمس العذر لهم، وأطالب الجميع بأن يقدم يد العون في هذه الظروف الاستثنائية بمن فيهم الأهلي والزمالك، واتحاد الكرة، والجمهور.

وفي رأيي أن اتحاد الكرة يحتاج إلى أمرين، لضبط أدائه مستقبلًا، أولهما وضوح اللوائح والسياسات، وإعلانها للجميع، وثانيهما تطبيق قراراته بحزم على الجميع دون أي اعتبارات.


كيف تقيّم تجربة نادي بيراميدز حتى الآن؟


أنا مع وجود أي تجربة استثمارية في الرياضة عمومًا وليس في كرة القدم فقط. وسبق لي أن توقعت قدوم استثمار سعودي إماراتي للدوري المصري، بفضل تشجيع الدول للاستثمار بشكل عام.

وأتمنى أن تستمر تجربة بيراميدز وغيرها من الأندية، ولا أستطيع الحكم على التجربة بشكل نهائي حاليًا، لأنها انحرفت عن طريق الاستثمار إلى طريق آخر وتسببت في شحن الجماهير.

هناك فارق كبير بين أن تكون مستثمر يسعى لتنمية رأس المال، وبين أن يتحول المستثمر إلى مشجع.

أي تجربة استثمارية يجب أن تجعل تركيزها منصبًا على تحقيق الأرباح فقط، من خلال تنمية الموارد، مثلما يحدث في الأندية الأوروبية.

هناك أموال عربية دخلت الدوريات الأوروبية واشترت أندية شهيرة، بهدف واحد فقط هو تحقيق الأرباح، ولم تتدخل في صراعات التشجيع أو تسبب أي عداء بين جمهور وآخر.


هل تتوقع أن تستمر تجربة بيراميدز أم تنتهي؟


أتمنى أن تستمر، وأتمنى أن نشهد تجارب أخرى، ولا أريد أن أصف تجربة  بيراميدز بأنها التجربة الوحيدة التي تعبر عن عموم الاستثمار الرياضي في مصر، لأن الواقع يقول غير ذلك، لدينا استثمار داخلي سابق على تجربة بيراميدز، وهو ينتشر بشكل كبير في كثير من الأندية وداخل مراكز الشباب.


لجنة الشباب والرياضة البرلمانية أوصت بضرورة إجراء تعديلات على قانون الرياضة، خاصة ما يتعلق بالاستثمار.. ما هي التعديلات المنتظرة؟


بعض التوضيحات والتعديلات مثل تغيير أنواع الشركات، لتكون أي نوع من أنواع الشركات بدلًا من قصرها على الشركات المساهمة فقط، إلى جانب منح المستثمرين حرية أكبر، وأن تكون آليات الرقابة مستندة لقانون الاستثمار وليس للرقابة الرياضية، وهذا وما يعمل عليه الفريق القانوني حاليًا.


ماذا عن مقترح وجود لجنة تسوية مستقلة خاصة بالمنازعات الرياضية؟


هذا ما تدرسه الهيئة الاستشارية حاليًا، لكي نصل إلى أنسب آلية تكون فيها هيئة فض المنازعات هيئة مستقلة لا يتدخل أحد في عملها.


ألا تخشى أن تتهم بالسعي إلى الاستئثار بالسلطات؟


لا، أنا أريد أن أعيد سلطة الدولة في الرياضة. وجود محكمة رياضية مستقلة ومتخصصة أمر مهم جدًا، ولجنة فض المنازعات هي لجنة فقط، وليست محكمة، ونحن نتعامل معها كمحكمة وليس لجنة، وهو أمر مربك للغاية.


لكن ألن يعرضنا لأزمات مع اللجنة الأولمبية الدولية؟


عندما نبحث إجراء أي تعديلات من جهتنا في وزارة الشباب والرياضة، فنحن نلتزم دائمًا بالميثاق الأوليمبي، ونحترم كل المعاهدات الدولية، ونقدم المقترحات التي تخدم الصالح العام.


متى نرى ستاد القاهرة هيئة اقتصادية مثل الاستادات أليانز أرينا وأنفيلد؟


بعد أن ننتهي من بطولة أمم إفريقيا، نفكر جديًا من الآن بشكل فعلي في تحويل ستاد القاهرة إلى هيئة اقتصادية استثمارية قادرة على تحقيق الأرباح، وفي حال نجحت التجربة سوف نعممها في عدة استادات أخرى.


هل انتهت أزمة الأبطال الأولمبيين؟


لا توجد أي أزمات، منذ اللحظة الأولى وإلى الآن باب الوزارة مفتوح لجميع أبنائنا، ونحن نحاول توفير كل احتياجاتهم.

نجحن نتواصل مع الاتحادات ومع اللاعبين وقطعنا شوطًا كبيرًا من أجل أن يعودوا لنا بالذهب من طوكيو، ووفرنا وسنوفر كل ما يطلبونه. الدولة المصرية تعي جيدًا أهمية التتويج والصعود على منصات الفوز العالمية.


إلى متى ستبقى الوزارة رد فعل ينتظر أن تحدث ضجة ليتدخل؟


نحن نعمل على مستويين: بعيد المدى وقريب المدى. وبالفعل أطلقنا أكثر من مشروع قومي لرعاية النشء والمواهب في كافة الألعاب، ولكن نتائج هذا الجهد لن تظهر في يوم وليلة، وفي الوقت ذاته وفرنا رعاة لكل الأندية، ونجومنا الذين ينافسون على البطولات العالمية.


هل ما زالت على تواصل مع نجمنا الدولي محمد صلاح؟


صلاح ابن غالي علينا جميعًا، نحن نحاول فقط أن نقول له دائمًا أننا خلفك وندعمك ونقدر جهد ونجاحاتك، وندعم استمراريتك لأنك نموذج للشاب المصري وأنا دائمًا حريص على متابعته، والحمد لله هو الآن لا يعاني من شيء، ونتمنى أن يواصل نجاحاته الفترة المقبلة.