رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

المهمة 117.. كيف يحسم جروس ولاسارتي قمة صدارة الدوري؟

الكابتن

وسط أجواء مشحونة وصراع محتدم، يدخل فريقا الزمالك والأهلى مباراة القمة ١١٧، مساء اليوم السبت، أملًا فى تصدر بطولة الدورى العام، التى تقترب يومًا تلو الآخر من الوصول إلى محطتها الأخيرة، بينما لا تزال المنافسة على لقبها مشتعلة، فى ظل تصدر «الأبيض» بـ٥٣ نقطة، ثم يأتى خلفه «الأحمر» بنقطتين فقط ورصيده ٥١ نقطة.

كيف سيلعب كل من السويسرى كريستيان جروس، المدير الفنى للزمالك، والأوروجوايانى مارتن لاسارتى، المدير الفنى للأهلى، هذه المعركة المرتقبة؟ وما نقاط القوة والضعف فى الفريقين؟ وما الطريقة المثلى لتحقيق الفوز؟ هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» فى السطور التالية.

«خط النُص» الطريق لتحقيق الفوز.. استغلال أوباما خلف معلول.. وتثبيت عبدالله جمعة لسد «ثغرة الشمال»
ما بين المقامرة للابتعاد بالصدارة، وحسابات الخوف من فقدان قمة الدورى للغريم التقليدى الأهلى، يدخل كريستيان جروس هذه المواجهة المرتقبة بحسابات معقدة، مع أزمات تعالت فى الساعات الأخيرة، نتيجة الخلافات التى عاشها «المعسكر الأبيض»، واطلع على تفاصيلها الجميع.

ورغم العثرات المحلية المتكررة للزمالك فى الآونة الأخيرة، أمام المقاولون العرب وقبلها طلائع الجيش، يدخل الفريق مباراة القمة بجاهزية فنية عالية، وأدوات خططية قادرة على تحقيق الانتصار، على رأسها تركيبة وسط الملعب الأكثر تميزًا فى بطولة الدورى هذا الموسم، فضلًا عن الأزمات التى ضربت هذا المركز لدى الخصم مؤخرًا، سواء بغياب كريم وليد «نيدفيد» وهشام محمد، أو حتى مشاركة عمرو السولية، وهو المصاب.

فى الزمالك، يبدو طارق حامد مع فرجانى ساسى ويوسف إبراهيم «أوباما»، أكثر قدرة على خطف عملية الاستحواذ من أى ثلاثى أهلاوى سيبدأ المباراة، فى وجود واحد من حسام عاشور أو أحمد فتحى أو حتى رامى ربيعة غير الجاهزين بدنيًا، مع «السولية» الذى ستكون مشاركته بـ«مسكنات» على أفضل تقدير، وهو ما سيجعل «الأبيض» إذا بدأ المباراة ضاغطًا قبل خط المنتصف قادرًا على امتلاك الكرة وتدويرها وإبعادها عن الخصم دائمًا.

ويعرف الجميع أن الأهلى يعتمد بشكل رئيسى على صعود الظهير الأيسر على معلول إلى الأمام بشكل متكرر، لأداء أدوار «الجناح» عندما يدخل رمضان صبحى أو اللاعب الذى سيكون أمام «معلول» إلى عمق الملعب، ما يجعل إمكانية استغلال الزمالك للمساحات خلفه رهانًا ناجحًا. لكن كيف يتم استغلال هذه المساحات لصناعة فرص التهديف؟.

ينبغى على الجناح الأيمن، أحمد سيد «زيزو»، الالتزام برقابة على معلول وحرمانه من الصعود فى الجهة اليسرى بدون رقابة، وتضييق المساحات عليه، لإفقاده أهم مميزاته، سواء إرسال الكرات العرضية، أو اختراق مناطق الخصوم وتقديم التمريرات الحاسمة لزملائه. من سيهاجم إذن فى المساحات خلف «معلول» إذا انشغل «زيزو» بالدفاع؟.

هنا تظهر مهمة جديدة لـ«أوباما» ستمثل نقطة قوة كبيرة، وهى التحول إلى الجهة اليسرى للأهلى عندما يتقدم «الأحمر» بالكرة، على أن يبقى مهاجم الفريق خالد بوطيب فى العمق ويشغل معه قلبى الدفاع، ليكون بمقدور «أوباما» إذا نجح فى الهروب من رقابة الوسط أن يستقبل تمريرات فرجانى ساسى وطارق حامد فى مساحات يستطيع معها صناعة الفارق.

مع هذه الفكرة، يتحول الزمالك فى الحالة الدفاعية إلى «٤/٤/٢» بدلًا من «٤/٢/٣/١»، وذلك ببقاء أوباما مهاجمًا ثانيًا، لكن نجاح هذه الفكرة يتوقف على أمرين: أولهما ذكاء «أوباما» فى التحرك وطلب الكرة خلال هذه المساحة، وسرعة ودقة الممر، سواء لاعبى الدفاع أو الوسط.

ويستطيع الزمالك تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الأهلى، إذا ما كلف السويسرى الجناح الأيسر محمود عبدالمنعم «كهربا» بالتحرر من الخط عند امتلاك الفريق للكرة، والتمركز فى المساحة الميتة ما بين الظهير الأيمن للأهلى محمد هانى وقلب الدفاع سعد سمير، خاصة أن «هانى» ورغم قوته فى الالتحامات وتطوره بدنيًا، ما زال يعانى فى دخول العمق وإغلاق تلك المساحات. كما يمكن الوصول إلى مناطق الخطورة عبر آلية أخرى، وهى استغلال المساحات التى يولدها تراجع «بوطيب» إلى منتصف ملعب فريقه، وسحب أحد قلبى دفاع الأهلى، لتوليد المساحات فى هذه المنطقة، لكن ذلك سيتوقف أيضًا على يقظة «كهربا» و«أوباما» وسرعة تحولهما لتلك المناطق لطلب التمريرات الحاسمة.

ماذا عن الأزمات فى «الأبيض» إذن؟

مؤكد أن غياب محمود علاء المحتمل عن القمة سيمثل عقبة ليست بالهينة كما يتصور البعض، وحتى حال شارك وهو مصاب بــ«١٠ غرز» سيكون الأمر أكثر صعوبة، فبرغم ثقة الجمهور فى بديله محمد عبدالغنى، ستتسبب الفوارق البدنية لصالح مهاجم الأهلى وليد أزارو فى أزمة كبيرة، لافتقاد «عبدالغنى» و«الونش» خبرات هذه المواقف الصعبة.

إلى جانب غياب «علاء»، تمثل الجهة اليسرى فى الزمالك أزمة دفاعية كبيرة، وبمقدور أى خصم تهديد مرمى «الأبيض» من خلالها، رغم ما يبذله عبدالله جمعة من جهود فى غير مركزه الطبيعى، لكن اللاعب بتركيبته البدنية وقصر برجله وضعف احتكاكاته يمثل «ثغرة» إذا ما وجد خصمًا يُجيد استغلالها، وهو ما يلزم تثبيته دون أى تقدم مع مساندته من خط الوسط.

تحويل رمضان إلى «رقم 8».. واللعب على ظهيرى المنافس

فى الجهة المقابلة، يدخل الأوروجوايانى مارتن لاسارتى محملًا بمشاكل فنية ناتجة عن غيابات مؤثرة للغاية، وعلى رأسها كريم وليد «نيدفيد» وهشام محمد، بجانب عدم جاهزية حمدى فتحى، وعدم وصول حسام عاشور إلى الفورمة البدنية الأمثل لخوض القمة.

وقد يتصور البعض أن غياب «نيدفيد» هو مجرد غياب للاعب جيد يمكن تعويضه بآخر من اللاعبين المميزين، لكن فى حقيقة الأمر يهدم غيابه فكرة أساسية بنى عليها «لاسارتى» الكثير من الأمور فى طريقة لعبه، وإضاعة كم كبير من الفرص.

فالأوروجوايانى راهن على إجراء تحول كبير فى أدوار «نيدفيد» وعمرو السولية، وبات الثنائى قادرًا على التسجيل بشكل متكرر وصناعة الخطورة فى كل مباراة، وذلك بتكليف المهاجم الصريح بالابتعاد عن منطقة جزاء الخصم، ثم مباغتة هذا الخصم بتقدم «نيدفيد» أو «السولية» فى المناطق المتاحة خلف الدفاع.

ومع التكرار والاعتياد، بات «نيدفيد» أكثر من يستطيع تنفيذ الفكرة، وتمرس عليها بشكل بارع حتى أصبح بين أخطر العناصر التى يمكن أن تهدد أى خصم، لذا سيكون تعويضه صعبًا، لأن أى لاعب آخر يؤدى تلك الأدوار يجب أن يتمرس عليها، ويحتاج ذلك لوقت طويل حتى يقدم نفس المردود الذى يقدمه «نيدفيد».

كما أن وصول «السولية» إلى المباراة مصحوبًا ببعض المشاكل فى الركبة، يهدد وسط الأهلى كثيرًا، فمن المؤكد أن المنشطات والمسكنات لا يمكن أن تجعل اللاعب فى كامل عطائه، فضلًا عن كون جزء كبير من نجاح «السولية» مؤخرًا هو وجود «نيدفيد».. كيف؟.

فى آخر موسمين، كان «السولية» يعانى كثيرًا بجوار حسام عاشور، الذى تدنت معدلات جريه وعملية الضغط التى يؤديها عما كان عليه شابًا، لذلك كان «السولية» دائمًا مطالبًا بجهود مضاعفة، بينما فى وجود لاعب شاب مثل «نيدفيد» بمردوده البدنى الكبير، أصبح «السولية» قادرًا على إعطاء المزيد ولعب الأدوار الهجومية.

فى مباراة الغد، إذا بدأ «لاسارتى» المباراة بحسام عاشور إلى جوار «السولية»، ستعاود الأزمات الظهور، وسيعانى «السولية» كثيرًا، فـ«عاشور» لم يعد كما كان، حتى إن تسلح بالخبرات لن تمنحه حالته البدنية القدرة على إعانة «السولية» المصاب بالأساس.

ولذلك تحدث كثير من جمهور الأهلى عن إمكانية اعتماد «لاسارتى» على أحمد فتحى أو رامى ربيعة بجانب «السولية» فى الوسط، ومن بين هذين الخيارين فضلًا عن «عاشور»، يبدو «ربيعة» الأفضل، لقدرته على تنفيذ مهام «ليبرو وسط الملعب»، أو ما يسمى «الليبرو المقلوب»، أفضل من أى لاعب آخر، كما أنه سيكون الخيار الأمثل للتغطية خلف على معلول عندما يصعد إلى الأمام، بما يمنع الزمالك من استغلال تلك المساحة.

لكن هل يمتلك «لاسارتى» أفكارًا أخرى لحل أزمة الوسط؟

فى حقيقة الأمر، هناك حلول مبتكرة بإمكان «لاسارتى» اللجوء إليها وإبهار الجميع بها، خاصة أنه تحدث عن إمكانية ظهور «مفاجآت» فى القمة، سواء فيما يتعلق بالتشكيل أو طريقة اللعب.

أهم الأفكار التى يمكن أن يلجا إليها «لاسارتى»، هى تحويل رمضان صبحى إلى مركز صناعة اللاعب أو لاعب الوسط رقم ٨ إلى جوار ناصر ماهر، على أن يؤدى عمرو السولية أدوار «ليبرو وسط الملعب»، ويعتمد فى الطرفين على جونيور أجاى وأياً من جيرالدو دا كوستا وحسين الشحات.

قد يرى البعض تطبيق هذه الفكرة صعبة، وربما يراها آخرون محالة، لكن بنظرة سريعة إلى كبرى الأندية من حولنا تجد رمضان صبحى ممتلكًا لكل الأدوات التى تمنحه أن يلعب فى هذا المركز، بل هو أمثل من يلعب فى هذه المنطقة.

فى مانشستر سيتى، تلقى بيب جوارديولا ضربة قاصمة بإصابة أفضل صانع ألعاب فى الدورى الإنجليزى كيفين دى بروين على مدى موسم كامل، فماذا فعل ليعوضه؟ حول بيرناندو سيلفا اللاعب الجناح الأمهر فى الفريق إلى صانع ألعاب، واستخدم قدرته على امتلاك الكرة والسيطرة عليها تحت الضغط، والمرور فى المساحات الضيقة من الخصوم، فتحول «سيلفا» إلى أهم صانع ألعاب فى الدورى الإنجليزى هذا الموسم، بعدما سبق وفعلها مع «دى بروين» الذى كان جناحًا بالأساس.

الفكرة باختصار: اللاعب فى هذا المركز عندما يكون باستطاعته التسلم تحت الضغط، والقدرة على امتلاك الكرة بشكل محكم مثلما يفعل رمضان صبحى، فضلًا عن امتلاكه الحلول فى المساحات الضيقة بالعمق، فإنك ستكون أمام لاعب مثالى يصنع الفارق، فهل يبتكر «لاسارتى» هذا الحل ويمثل تحولًا سيغير كثيرًا من «رمضان» والأهلى ومنتخب مصر فى المستقبل؟.

إلى جانب تلك الفكرة، يستطيع الأهلى أن يشكل الخطورة عبر سرعات جيرالدو أو حسين الشحات خلف عبدالله جمعة، أو من خلال كسب الثنائيات التى سيخوضها أيًا منهما مع ظهير الزمالك.

كما سيكون الأهلى قادرًا على صناعة خطورة كبيرة جدًا، إذا ما نجح وليد أزارو وناصر ماهر والجناحان فى اختيار التوقيت المثالى لطلب الكرة بين ظهيرى الزمالك حمدى النقاز وعبدالله جمعة، وقلبى الدفاع «الونش» و«عبدالغنى»، ففى تلك المناطق الميتة يعانى الزمالك كثيرًا من سرحان الظهيرين، فى وجود مهاجمين أذكياء.