رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطريق إلى الدرع.. ماذا ينتظر الأهلى والزمالك بعد القمة 117؟

الأهلي والزمالك
الأهلي والزمالك

انتهت القمة وخرج الزمالك والأهلي بلا فائز، لتستمر حالة الصراع القوية علي بطولة الدوري العام إلى المحطات الأخيرة للمرة الأولى منذ فترات طويلة.


ماذا ينتظر القطبان فيما تبقى من البطولة، وكيف يصل أي منهما إلى قمة الدوري، وما هي المشكلات التي يمكن أن يصطدم بها.. هذه وغيرها من التساؤلات يٌجيب عنها «الكابتن» في السطور التالية.

 

الأهلي 

 

تغيير الطريقة القديمة فرض.. وعودة المصابين تمهد للأفضل.. وسليمان نقطة تحول

 

 

رغم تحقيق الأهلي 9 مكاسب متتالية في بطولة الدوري العام تحت قيادة مارتن لاسارتى، إلا أن الأوروجواياني لم يبدو طامعًا في تحقيق النقاط الثلاث أمام الزمالك، ولعب بشكل متوازن أكثر من أي مباراة أخري خاضها في البطولة المحلية، وكأنه استمع إلى تحذيرات من يجلسون إلى جواره علي دكة البدلاء من معاونيه، والذين يعرفون جيدًا كيف ستكون عواقب الهزيمة إذا ما لجأ الأهلي إلى المغامرة.

 

لم يتمكن الأهلي من صناعة فرصة تهديف واحدة عبر جملة متفق عليها، واقتصر الوصول إلى المرمى على مهارة فردية أو خطأ ساذج لمدافعي الخصم، وإذا بحثنا عن السر الحقيقي وراء ذلك فهو التحفظ الزائد، بالاعتماد على ثنائية الارتكاز (السولية، عاشور) والتي دائمًا ما تحرم الأهلي من عملية التطوير الهجومي خاصة في غياب لاعب متكامل في مركز الـ10 ما يجعل مجموعة الوسط دائمًا منقوصة هجوميًا.

 

ورغم هذا الشكل غير المرضي إلا أن ما ينتظر الأهلي ولاسارتي يبدو أفضل، وتزداد فرص التحسن والتطور بعودة كل من كريم نيدفيد، ووليد سليمان، وحمدي فتحي، وهشام محمد، وجميعهم قادرون علي منح الأهلي تغييرا كبيرا.

 

تحدثنا من خلال "الكابتن" قبل اللقاء عن مدى تأثير غياب نيدفيد، وأكدنا أن الأدوار التي يقوم بها ليست أدوارًا عادية يمكن تعويضها بأي لاعب، فحالة المرونة التي يمنحها نيدفيد للفريق تجعله يتخذ أكثر من شكل عددي وخططي، ويمنح الفريق التحول المطلوب، والذي لم يتوافر في وجود لاعبيين نمطيين بالمفاهيم القديمة للاعب الارتكاز مثل عاشور والسولية.

 

أهمية عودة المصابين لا تقتصر علي قوة أسمائهم فحسب، بل تعود إلى قدرتهم علي إحداث التغيير الخططي المطلوب، واستبدال طريقة اللعب التي عطلت الأهلي كثيرًا، وستمد تعثره إذا ما استمر لاسارتي في الرهان علي (4 / 2/ 3 / 1) في شكلها التقليدي.

 

في وجود نيدفيد يمكن للأهلي أن يبدأ علي الورق بلاعبي ارتكاز (السولية ونيدفيد)، لكن بتقدم الأخير تتحول إلى 4/3/3 ومعها تزداد الكثافة الهجومية بالثلث الأخير للخصوم، وتستطيع تطوير الأداء بالجزء الأخير من الملعب عبر أكثر من حل، ومعها تظهر فرص التهديف بكثرة مثلما كان الحال قبل إصابة اللاعب.

 

مع نيدفيد يمثل وليد سليمان إضافة قوية جدًا للفريق علي المستويين التكتيكي والمهاري.. كيف؟ .

 

علي المستوي المهاري فإن وليد سليمان هو أفضل لاعب في مصر أجاد بمركز الـ10 ويمكن أن يكون أكثر حسمًا للفريق من ناصر ماهر الذي ما زال في مراحل التطور والتعلم.

 

خططيًا سيكون بمقدور لاسارتي اللعب بـ 4/3/3 أو 4/1/4/1 اذا راهن علي صانع الألعاب في مركز الـ8 إلي جوار ناصر ماهر أو كريم نيدفيد، فهو اللاعب القادر علي منح فريقه امتلاك وسط الملعب أكثر من غيره، وباستطاعته الالتزام بالأدوار الدفاعية بنفس القدرة علي العطاء الهجومي ومعها سيكون الأهلي أفضل كثيرًا.

 

ومعهما سيكون حمدي فتحي اختيار أفضل في مركز الليبرو المقلوب، لقدرته علي البناء السليم من الخلف، بخلاف حسام عاشور التي يقتصر دوره علي استقطاع الكرة، وهذا عامل إضافي مهم للغاية.

 

كما أن وليد أزارو بتحركاته العرضية التي لا تتوقف يعرف جيدًا كيف يصنع فرص التهديف وتوليد المساحات لزملائه، وهو ما لا يقدمه مروان محسن أو أى مهاجم بالأهلي بنفس عطاء اللاعب المغربي.

 

كل هذه الإضافات تقول بأن الأهلي بإمكانه التطور والتغيير وأن يلجأ إلى أشكال عددية وخططية جديدة، لذلك سيكون أمامه فرص كثيرة للتحسن وتقديم الأفضل فيما تبقى من مشوار الدوري العام.

 

الزمالك

 

فقدان النقطتين سيضر الفريق.. وفرص التحسن صعبة.. وغياب المهاجم يعقد الأمور

 

 

علي النقيض فإن الزمالك ورغم أفضليته في القمة وقدرته علي الوصول إلى الثلث الأخير من ملعب الأهلي بشكل متكرر عبر جملة متفق عليها، بتمركز أوباما وكهربا في المنطقة ما بين خطي وسط ودفاع الأهلي، لكن القادم للفريق لا يبدو أفضل مما كان عليه الزمالك في الآونة الأخيرة.

 

قد يرد البعض بأن الزمالك لديه غيابات أيضًا مثل الأهلي وأن الوضع ربما يكون أفضل بعودة محمود علاء والنقاز؟.

 

في الأهلي كما شرحنا تمثل عودة المصابين إضافة تكتكية وخططية قد تضفى تغييرات بالجملة، بينما لا تمثل عودة النقاز أو علاء أي تعديل في الشكل الخططي للفريق، بل تقتصر علي تبديل مركز بمركز دون إحداث أي تطوير أو تغيير، عوضَا علي أن البدائل التي شاركت في القمة ظهرت بشكل جيد في الأساس ولم تُظهر فوارق كبيرة عن الغائبين.

 

الأزمة لدى الزمالك تتمثل في أن فرص التطور والتحسن وتقديم الأفضل صعبة للغاية وربما تكون غير متاحة، لأن الفريق قدم أفضل ما لديه ولعب بأفضل تشكيلة ممكنة خاصة في منطقتي الوسط والهجوم المسئولتين عن تطوير الأداء الهجومي، ومع ذلك الفريق يعاني مؤخرًا وتعثر محليًا ثلاثة مرات في أقل من شهر، فضلأ عن تحقيق الفوز بصعوبة بالغة في المحطات الأخيرة من البطولة الإفريقية وأمام خصوم ليسوا بالأقوياء.

 

الزمالك مع كهربا وأوباما وفرجاني وزيزو وبوطيب، وهي أفضل تركيبة هجومية ممكنة قدم أفضل شكل هجومي له وأخرج ما لديه منذ بداية الموسم حتي الآن، وإمكانية إظهار أشياء جديدة غير التي شاهدناها علي مدار الموسم بالكامل قليلة جدًا، لذلك لا يمكن أن تنتظر من الزمالك خلال ما تبقى من بطولة الدوري العام ما هو أفضل.

 

هل هذا يعني أن الزمالك فرصه تضاءلت بالفوز بالدوري؟

 

بالطبع الزمالك ما زال متصدرًا، وبإمكان التشكيلة الحالية للفريق تحقيق الفوز علي أي فريق بالدوري العام، لكن مع ضغط المباريات والمشاركة في الأدوار الإقصائية بالكونفيدرالية والتي ستكون أكثر قوة، سيعاني الزمالك حتمًا مثلما سقط محليًا في الآونة الأخيرة، وستزداد المعاناة إذا افتقد أيا من الأعمدة الرئيسية لفترة طويلة أو لمجموعة مباريات متتالية، بخلاف الأهلي الذي بدأ يستعيد قواه.

 

كما أن الزمالك ما زال يعاني بقوة في مركز المهاجم الصريح، فرغم ما يبذله خالد بوطيب، المهاجم المغربي من جهود كبيرة ومحاولات دائمة لخلق المساحة إلا أنه لا يظهر بالشكل المطلوب خاصة عندما يمتلك الكرة بقدمه، فهو سيئ التصرف وكثير التمرير الخاطئ، وقليل المرور من المدافعين، وهنا معضلة كبيرة جدًا ستلاحق الفريق في مراحل الحسم، التي تحتاج لجاهزية أكثر من مهاجم .

 

ما ظهر من احتفالات زملكاوية عقب اللقاء والتفاخر بأداء أفضل من الأهلي- وإن كنت متفقا تمامًا مع هذا الطرح- لا يتسق مع ما كان يحتاجه إليه الفريق في هذا التوقيت، فكان عليه استغلال حالة الأفضلية، وتراجع الأهلي لتحقيق فوز يوسع الفارق ويزيد الضغط علي المنافس ليسهل ما هو قادم، لكن إبقاء الأمر علي ما هو عليه لحين إشعار آخر، دائمًا ما يصب في صالح من يمتلك أفضلة التطوير والتحسن والظهور بشكل أفضل من الماضي.