رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

العبقرى "فرجانى ساسى" العقل الذى يفتقده أجيرى

فرجانى ساسى
فرجانى ساسى

عندما تعرض فرجانى ساسى، نجم المنتخب التونسى ولاعب نادى الزمالك المصرى، للإصابة خلال مواجهة «الأبيض» وحسنية أغادير المغربى، فى ربع نهائى الكونفيدرالية، تسربت المخاوف لدى الجميع، وظن البعض أن مسيرة الزمالك قد تتعطل.
ورغم تتويج «الأبيض» بـ«الكونفيدرالية» فيما بعد، إلا أن أثر غياب «ساسى» كان واضحًا على نتائج الفريق فى بطولة الدورى العام، بعدما فقد الصدارة للأهلى وتعرض لعدة نتائج سلبية أكدت جميعها مدى أهمية لاعب الارتكاز الغائب، وعرف الجميع الفارق الكبير بين زمالك يقوده «ساسى»، وآخر يفتقد إلى هذا العقل المفكر.
إذا أردنا التحدث عن «ساسى» بشكل مختصر فى جملة واحدة نستطيع القول: «هو اللاعب الذى يفتقده منتخب مصر».
يتميز «ساسى» بالقوة البدنية وكثرة معدلات جريه وقدرته على ملء المساحات العرضية وإفساد هجوم الخصم، لكن عندما تمتلك لاعبًا فى هذا المركز ذا مهارة عالية ويُجيد المراوغة فى المساحات الضيقة وتأدية كل أدوار صناعة اللعب، فحينها تكون قد امتلكت الكنز الحقيقى.
فى المنتخب المصرى يُعد غياب الارتكاز واحدة من أصعب المشاكل التى تواجه أى مدير فنى، فدور هذا اللاعب لا يمكن أن يعوضه محمد الننى أو طارق حامد أو على غزال أو محمود دونجا، لذلك فإن هناك صعوبات كبيرة للغاية يواجهها المنتخب ويضطر «صلاح» و«تريزيجيه» إلى العودة كثيرًا وطلب الكرة.
بينما فى فريق يقوده فرجانى ساسى يتبدل الوضع تمامًا ويصبح بمقدور المهاجمين والأجنحة التقدم والبحث عن المساحات فى الثلث الأخير، لأن هناك متوسط ميدان بمواصفات استثنائية يستطيع أداء تلك الأدوار وتوصيل الكرة للمهاجمين أمام المرمى أو فى المساحة الخالية ببساطة شديدة. منذ تعرضه للإصابة وتحول كل تركيز «ساسى» خلال الفترة الماضية لأمم إفريقيا، فغادر القاهرة مبكرًا وقرر الاستعانة ببرنامج علاجى مكثف مع الجهاز الطبى لمنتخب بلاده الذى بدا أكثر المنزعجين من تلك الإصابة، لذلك تُمثل أمم إفريقيا الحالية لساسى ولمنتخب تونس عمومًا تحديًا كبيرًا.
يلعب «ساسى» مع مجموعة من المهاجمين فى المنتخب التونسى تعطيه فرصة كبيرة لإظهار إمكانياته جيدًا، حيث يتميز كل من يوسف المساكنى وفخرالدين بن يوسف ووهبى الخزرى بالسرعة الكبيرة والذكاء فى التحرك والقدرة على التمركز بشكل سليم، لذلك ستكون الفرصة متاحة لديه ليكون أبرز صانع ألعاب فى البطولة إذا كان تركيزه حاضرًا. كما يتمتع اللاعب بمميزات إضافية عن زملائه فى الفريق التونسى وعن خصومه فى البطولة أيضًا، وهى اعتياده على الأجواء فى مصر وتشبعه بحب الجماهير سواء مشجعو فريقه أو حتى الخصوم، فما قدّمه اللاعب على المستويين الفنى والأخلاقى جعل قيمته فى الشارع الرياضى المصرى كبيرة وأكسبه ثقة وارتياحًا كبيرين، وأصبح مؤهلًا ليكون واحدًا من أفضل نجوم هذه النسخة لأمم إفريقيا.