رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

دينيس أونيانجو.. عندما يكون الحارس فريقًا كاملًا

دينيس أونيانجو
دينيس أونيانجو

«الحارس نصف فريق».. اعتاد مشجعو كرة القدم منذ الصغر على سماع تلك الجملة، وآمنوا بها عندما فهموا اللعبة بتفاصيلها وتعقيداتها، فعندما يكون لديك حارس جيد بمقدورك أن تقلب النتائج وتحصل على أكثر مما تستحقه، حتى لو كان عطاؤك الجماعى ضعيفًا.
لكن عندما يكون حارسك هو عنوان فريقك وأبرز ما يميزه ويمثل الأفضل بين التشكيلة بكامل قواها، مثلما هو الحال مع دينيس أونيانجو، حارس مرمى المنتخب الأوغندى وصن داونز الجنوب الإفريقى، يمكنك القول بكثل ثقة: «الحارس كل الفريق!».
8 مباريات دولية متتالية دون استقبال أى هدف ومع فريق ليس كبيرًا بين منافسيه داخل قارته مثل أوغندا هو أمر لا يتكرر كثيرًا ولا يحدث كل يوم، لكن «أونيانجو» حارس مرمى أوغندا، الذى عرفه الجمهور المصرى جيدًا خلال منافسات دورى أبطال إفريقيا مع فريقه صن داونز، فعلها ولا يزال يواصل إبهار جمهور القارة السمراء بعطائه ومردوده الخارق.
أوغندا ليس اسمًا كبيرًا، وتشكيلته لا تضم نجومًا معروفين أو يلعبون فى أندية كبيرة، وطموحه ليس كطموح المنتخبات الأخرى، ومع ذلك نجح حارسه «أونيانجو» فى أن يضع اسمه فى صدارة حراس مرمى القارة السمراء، ونال ثقة كل الجمهور، الذى بات يردد اسمه كما يردد أسماء الهدافين الكبار والمدافعين الأساطير فى الملاعب الأوروبية.
بنبرة تحمل بعض الحسرة، ولغة تحاول كسب حق ضائع، تحدث «أونيانجو» عن دور الأقدار فى صناعة الأساطير الكروية قائلًا: «الحضرى لم يُصبح أسطورة حراسة المرمى بفضل أدائه أو مهاراته.. بل ساعده جيل قوى ساهم فى صناعة بطولاته وأرقامه»، مضيفًا لتوضيح فكرته: «كرة القدم لعبة جماعية لا يمكنك أن تصبح أسطورة دون جماعة تعينك على ذلك».
ولأنه يُحب بلاده ويعشق رفاقه لا يستطيع أن يقولها بشكل معلن وصريح: «لولا أوغندا لما كانت هذه مكانتى بين حراس القارة، وما فاقنى أحد».
لعبة القدر، التى خانت «أونيانجو» ليست حالة وليدة فى كرة القدم، عشناها مع أسطورة اليونايتد راين جيجز، الذى حرمه ضعف منتخب بلاده ويلز من الكرة الذهبية، وكذلك شيفتشنكو مع أوكرانيا، وما يحدث مع ميسى فى حضور أسوأ أجيال الأرجنتين ليس ببعيد أيضًا لما يعانيه «أونيانجو».
ورغم كل هذه المشكلات التى عاقت أخذ الحارس مكانه بين الأساطير، يريد القدر مصالحته ولو جاء هذا فى وقت متأخر وفى عامه الخامس والثلاثين، بعد أن وصل المنتخب الأوغندى، لأول مرة، إلى حالة ناضجة وأصبح يمتلك جيلًا معدًا بشكل جيد ربما يؤهله ليكون «الحصان الأسود» لهذه البطولة، ويعبر به إلى بعض مما يستحقه.
تمكن «أونيانجو» فى مباراة الافتتاح من قيادة فريقه للفوز على الكونغو بهدفين، ويأمل فى الحفاظ على نظافة شباكه للمباراة التاسعة أمام زيمبابوى، اليوم، ورغم أن المباراة العاشرة أمام مصر ستكون صعبة للغاية عليه، لكن سبق وعقد الأمور أمام «صلاح» ورفاقه وكان وحده سدًا منيعًا أمام هجوم المنتخب المصرى.
فى أوغندا هو القائد والنموذج، ويؤمن الجميع بذكائه كحارس مرمى يتمركز فى المكان السليم، ويتخذ قرار الخروج أو الارتماء فى التوقيت المثالى، ويتعامل بحكمة غير طبيعية مع كل خطر وتسديدة تحاول النيل من مرماه.