رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كشف المستخبى.. لماذا تعاني الكرة المصرية مع أبوريدة ورفاقه ؟

الكابتن

بمجرد انطلاقة صافرة الحكم، قرر أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة التضحية بالمسكيكي خافيير أجيري من منصبه كمدير فني للفراعنة وتقديمه كبش فداء للرأي العام، تماما مثلما الحال مع الأرجنتيني هيكتور كوبر.

لكن لماذ يتجاهل هؤلاء مسئوليتهم المباشرة في اختيار المدرب بالأساس؟.

هل تناسي هاني أبوريدة ورفاقه الطريقة التي جاء بها هذا المدرب المشبوه، والذي تطارده اتهامات بالفساد؟.

في الدستور وقبل عام كتبنا تحت عنوان «اطردوا هذا المشبوه»، وتحدثنا باستفاضة عن تورط الرجل أمام القضاء الإسباني في قضايا رشوة وتلاعب في نتائج بالليجا الإسبانية.
في حقيقة الأمر واذا أردنا أن نكون جادين في البحث عن سر الفضيحة، وأسباب التراجع المتواصل للكرة المصرية، فهي ليست أجيري، ولم تكن كوبر، ولن تكون أي مدرب جديد لطالما استمرت نفس المجموعة التي تدير منظومة كرة القدم في مصر، ولطالما اتبعنا نفس السياسات التي يسيرون بها مصالحهم.
منذ عام 2013 لم تصعد منتخبات مصر للشباب إلى بطولة أمم إفريقيا، منذ قرابة 7 سنوات كاملة لم تُنتج منتخبات الشباب في مصر أي لاعب يدعم الفريق الأول، توقفنا عند جيل صلاح والنني، ولا أحد يحاسب المقصرين علي غياب أدوارهم.


هل حاسبنا أبوريدة ورفاقه عن الطريقة التي يختارون بها الأجهزة الفنية لمنتخبات الشباب، هل بحثنا عن المجاملات والترضيات التي دمرت أجيال تلو الآخرى؟.

لو أعدنا الأمر ألف مرة لتكررت التجارب ذاتها، لأننا لا نعالج الأزمة الحقيقة.

لا أحد فينا يلوم أعضاء اتحاد الكرة المتفرغين للفضائيات.
هل تعلمون أن مجلس الجبلاية هذا لا يعقد اجتماعاته، ولا تكتمل اذا تمت، لأنه لا أحد لديه وقت من برامجه في الفضائيات والإذاعة.

يبدأ أحمد شوبير يومه في ساعة مبكرة داخل الإذاعة ببرنامج ساعة مع «شوبير»، وبعده يدخل رفيقه سيف زاهر في برنامج آخر، ثم يتبعمها حازم إمام وخالد لطيف، أعضاء اتحاد الكرة.

بعدها يتحول شوبير ورفاقه إلى مدينة الإنتاج الإعلامي من أجل البرامج المسائية على فضائية أون سبورت.

هل يتصور أحد أن هؤلاء لديهم وقت لكي يناقشون حالة منتخباتنا، ووضع الكرة المصرية، وكيف تتقدم؟.


لم يعد أمرًا غريبًا أن يخرج علينا نائب رئيس اتحاد الكرة على الهواء في برنامجه اليوم يطالب المجلس بايجاد حل لأزمة الجدول، وأن يضع حلول لقضية التحكيم، وأن يجد تصور للإصلاح.. يتحدث وكأنه من بنها وليس من طنطا!!!.

جميعهم أصبحوا بنهاوية، يتلاعبون بعقولنا ويقولون أننا نفرق بين أدوارنا الإعلامية التي نطالب فيها بالإصلاح وبين أدوارنا كمسئولين عن الكرة، ولا زال بيننا من يصدق تجارتهم .

اذا أردتم البحث عن الحقيقة اذهبوا إلى مقر الجبلاية، لن تجدوا فيها سوى ثروت سويلم الذي حول المقر إلى مكتب لخدمة أهالى دائرة أبوحماد الانتخابية التي يمثلها في مجلس النواب.

من يريد عملًا، ومن تبحث عن زوج أو وصفة طبخة جديدة، ومن لديه قطعة عرض تواجه معضلة قانونية، جميع الإجابات تجدها في مكتب سويلم الذى تناسى تمامًا أنه داخل مقر إدارة اتحاد الكرة وليس داخل عزبته الخاصة.

الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة نطق الحقيقة قديمًا وقالها صريحة قبل أن يكون وزيرًا :«هؤلاء يديرون الأمور بالفهلوة، ولا تحكمهم سوى المصالح الشخصية»، فهل نجد تحرك جاد، ومعالجة مختلفة هذه المرة.

قدمت مصر درسًا رائعًا في التنظيم، وشهد العالم على عظمة وروعة وجمال الملاعب والأجواء، ويعيش اللاعبين الأفارقة وجماهيرهم لحظات هي الأفضل لهم داخل القارة، لا يزال أولئك شوكة تفسد كل شئ جميل يعبر عن حقيقة بلادنا العظيمة.