رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الراعى يكتب عن: الكأس الإفريقية والعصبية الجماهيرية

الكابتن

ساعات ويسدل الستار على واحدة من أجمل وأقوى وأمتع البطولات الإفريقية في التاريخ، واستطاعت مصر أن تخطف الأنظار الدولية بالتنظيم الرائع وتحظى بإشادة كل الدول الإفريقية المشاركة ومسئولي الكاف والفيفا بالتنظيم الرائع المبهر.

 

مصر حققت مكاسب كثيرة من تنظيم البطولة، بعيدا عن الخروج المخزي المبكر لمنتخبنا الوطني، وإن كنت أعتبر الأخطاء والأزمات التي تسببت في خروج المنتخب مكسبا كبيرا أيضا، خاصة أنها كشفت أخطاء وسلبيات مصيرية مثل تهاون اللاعبين وسمسرة المدربين وفساد الإداريين، ولا بد من سرعة علاج هذه الأخطاء من أجل تصحيح مسار الكرة المصرية، وإعادتها للمنافسة على الكأس الإفريقية والتألق في سماء العالمية.

 

مصر شعبا وحكومة وقيادة أبهرت العالم بالتنظيم الرائع، خاصة أن البطولة أسندت لمصر قبل انطلاقها بأربعة شهور فقط، وتعهدت الحكومة كتابيا للكاف بأنها مسئولة عن التنظيم، ولذلك مصر بقيادتها أوفت بالعهد وأبهرت الجميع واستحقت الإشادة، مصر أثبتت للعالم أنها تستطيع، وأنها لا تعرف المستحيل، هذه مصر العظيمة يا سادة بشعبها وقيادتها.

 

ولا شك أن التنظيم المبهر كان أحد أسباب المستوى الفني الذي ظهرت به البطولة، وتعتبر هي الأقوى فنيا في البطولات الأخيرة، وظهرت الفرق الأربعة والعشرين بمستوى قوى ومبهر، وكانت الفرق المشاركة لأول مرة في البطولة جيدة ورائعة في مقدمتها مدغشقر الحصان الأسود الذي وصل لدور الثمانية، وموريتانيا الذي خرجت بصعوبة بالغة.

 

كالعادة ضرب الجمهور المصري مثلا رائعا في التشجيع المثالي والمظهر الحضاري بالبطولة، وهى بداية قوية لعودة الجماهيري للبطولات المحلية، وأتوقع أن يكون الجمهور المصري أكثر مثالية في تشجيعه لطرفي النهائي، ولا ننكر أن اغلب المصريين يشجعون الجزائر، لكن هناك قطاعا ليس قليلا يشجع السنغال خاصة نجومه المحترفين في مقدمتهم العالمي ساديو ماني، ولا شك أن تشجيع الجمهور للجزائر لا يعنى أن المصريين لديهم عنصرية عربية، وأعتقد أن تشجيع البعض للسنغال ليس كراهية للجزائر، ولا بد أن يفهم شباب السوشيال ميديا أن علاقة مصر بالأشقاء العرب والأفارقة " الجزائر والسنغال" عميقة وتاريخية وأكبر من مباراة كرة قدم، خاصة أن الجمهور ذواق للكرة وفى نهاية كل مباراة يحيي الفريق الأفضل مثلما قامت الجماهير المصرية بتحية منتخب جنوب إفريقيا باستاد القاهرة بعد فوزها على منتخب مصر، وهذا يؤكد أن الجمهور المصري عاشق للكرة وليس متعصبا ضد أي فريق، ويكفى الاستقبال الرائع لأكثر من 30 طائرة جزائرية نقلت الجماهير للقاهرة ونتمنى التشجيع المثالي لتخرج البطولة مبهرة في كل المجالات.

 

وتبقى في النهاية إشادة الكونجرس الإفريقي بتنظيم مصر للبطولة، ولا شك أن قرار الكاف بإقامة نهائي بطولات الأندية الإفريقية من مباراة واحدة وليس بنظام الذهاب والعودة هو قرار رائع سبق تطبيقه بنجاح في البطولات الأوروبية، ويحقق مكاسب مالية واستثمارية للكاف والأندية المشاركة لكن للأسف النظام الجديد سيؤثر سلبيا على فوز الأندية المصرية بالبطولات الإفريقية خاصة أن عامل الجمهور المصري وحضوره في النهائي يحقق 70% من نسبة فوزنا بالبطولة، وعلى الأندية المصرية أن تعيد حساباتها وتعدل من إستراتيجيتها في المشاركات الإفريقية للحفاظ على صدارة البطولات.

 

في النهاية أتوقع أن نشاهد ليلة جميلة للعرس الإفريقي باستاد القاهرة، ونتقبل التهاني بعد المباراة على حسن التنظيم والمستوى الفني الرائع لكوكبة النجوم، والتشجيع المثالي المشرف من الجماهير بمختلف جنسياتها، ونقدم التهاني للبطل خاصة أن الأفضل فنيا وأخلاقيا هو من يفوز بالكأس.