رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثورة الميرنجى.. لماذا تخلى ريال مدريد عن كريستيانو رونالدو ؟

كريستيانو رونالدو
كريستيانو رونالدو مهاجم يوفنتوس الجديد

أغلق نادي ريال مدريد صفحة النجم كريستيانو رونالدو، الهداف التاريخي للفريق، بعد أن انتهت عملية بيعه إلى يوفنتوس الإيطالي، ليبدأ العملاق الإسباني مهمة البحث عن بدائل جديدة تعوض رحيل الهداف التاريخي للميرنجي، وأهم ركيزة قام عليها الفريق طوال السنوات الأخيرة.

فبعد رونالدو، لن يكون الأمر يسيرًا على الملكي، ومع نهاية الموسم المقبل، ستكون الإدارة المدريدية في أصعب وضع إذا لم تفلح في استعادة لقب "الليجا" أو الحفاظ على دوري الأبطال، لأن كل الأصوات وقتها ستُرجع سبب الفشل إلى فكرة التخلى عن «رونالدو» .

                               

ورغم ذلك تؤمن الإدارة أن الفريق الذى لم يحصد سوى ليجا واحدة في السنوات الخمس الأخيرة، ولم ينل لقب الكأس الذى احتفظت به برشلونة أربعة مرات متتالية، عوضًا عن حصد نسحة وحيدة من كأس السوبر، أصبح في حاجة ملحة إلى إعادة هيكلة وتطوير، ستبدأ مع مرحلة تولي مدرب جديد للمسئولية الفنية عن الفريق وهو جولين لوبتيجي.

 

فرغم تتويج الملكي بدوري الأبطال في 3 نسخ متتالية، لم يكن ريال مدريد فريقًا مرعبًا مثلما كان برشلونة مع ميسى، وتشافي، وإنيستا، ومثل ميلان مع كاكا وبيرلو وسيدروف وإنزاجي، بل كان فريقا يسهل الاستحواذ عليه، ويستطيع أي خصم الوصول إلى مرماه، ولم يكن يحقق الفوز إلا بعد معاناة كبيرة، كما كان بإمكان أي فريق اسباني صغير أو كبير أن يعطله ويتغلب عليه فى الليجا.

لكل ذلك، تأكدت الإدارة التي تبحث بأسلوب علمى عن أسباب الخلل، أن هذا الفريق كي يكون متكاملًا فهو في حاجة لعناصر جديدة، يقودها مدير فني «فيلسوف» صاحب رؤية واستراتيجية، لا مجرد مدرب يتعامل نفسيًا ويشحن اللاعبين في البطولات التي تُحسم بالمواجهات الإقصائية المباشرة كما هو الحال في دوري الأبطال.

 

الفوز في 38 جولة متتالية ببطولة الدوري، وحصد أكبر عدد من النقاط يحتاج إلى فريق صاحب فلسفة وطريقة لعب أفضل من كل المنافسين، مع قدرة علي الاستحواذ والسيطرة، وخلق فرص التهديف أمام الدفاعات المتكتلة من قبل الخصوم المندفعين.

 أما في دوري الأبطال فالفوز يحتاج لطرق أخرى للانتصار في المواجهات المباشرة في الأدوار النهائية، تكون عادة أقل تكلفة من احتياجات المنافسة طويلة المدى في الدوري، ومن هنا رحل رونالدو، وربما يلحق به قريبًا جاريث بيل، ليبدأ الفريق مرحلة جديدة تشهد انضمام كثير من العناصر التي يحتاجها المدرب الجديد لخوض المارثون الطويل.

 

أول العناصر التي ستنضم إلى ريال مدريد هذا الصيف، ربما يكون نيمار دا سيلفا، الذي بات وصوله وشيكًا، وهو ما سيصحبه بالتأكيد تعديلات كبيرة في طريقة وشكل وفلسفة الفريق التي اعتاد عليها الملكي طوال السنوات الأخيرة.

نيمار، لاعب متميز سيمنح مدريد فكرة الاستحواذ والسيطرة، لكنه ليس مجرد مهاجم ينتظر العرضيات والمرتدات، لذا سيكون عمودا رئيسيا، يبني عليه لوبيتجي أشياء كثيرة.

 

لكن هل سيعالج نيمار رحيل رونالدو؟

من المؤكد أن هذا الأمر صعب للغاية، لأن نيمار ليس رونالدو، لذا ستظل الحاجة إلى هداف كبير مثل هاري كين، أو إيكاردي، أو ليفاندوفيسكي، بينما سيكون اللاعب البرازيلي قائما بأدوار صانع الألعاب الحر، الذي يتم توظيفه بشكل مرن، يمنح الفريق الاستحواذ أولًا، ويسهم بشكل كبير في التطوير الهجومي، لصناعة فرص التهديف للفريق.

إلى جانب نيمار والمهاجم الصريح، على الإدارة المدريدية أن تبحث عن تدعيم صفوفها بلاعبين آخرين، وربما يكون مركز الوسط علي رأس المراكز التي تحتاج إلى الدعم، لأن لوكا مودريتش الذي يتقدم عمره، باتت أيامه في «البيرنابيو» معدودة، لذا قد نجد في خطة لوبيتجي هذا الموسم طلبا للتعاقد مع لاعب وسط جديد يستطيع تطوير شكل الفريق.

كما تعاقد الملكي أيضا مع ألفارو أودريوزولا، ظهير أيمن "ريال سوسيداد"، في إطار البحث عن تدعيم الجهة اليمنى التي تعاني في غياب كارفخال كثير الإصابات.

 

وخلاصة القول، إدارة مدريد بدأت خطة التجديد والتطوير، وتبحث عن فريق يستطيع الاستحواذ والسيطرة أمام أي خصم، لا فريق يراهن علي الارتداد والعرضيات أمام الكبار في الأبطال، ويسقط عندما يعود أمام الفرق المتكتلة بالليجا.

 الملكي يبحث حاليا عن فريق يحقق ما عجزت عنه جميع أجياله ويستطيع الجمع بين الدوري، والكأس المحلي، والأبطال، وهذا أمر يحتاج إلى وضع مثالى، لا فريق تحيط بانتصاراته الشكوك من كل الاتجاهات.

ربما ستتعرض الإدارة المدريدية لانتقادات في الموسم المقبل، لأن التتويج بالألقاب غير مضمون، لكن خطة التطوير تحتاج دوما لوقت، يتأقلم خلاله الوافدون الجدد، كما أن الإسبان عودونا على أنهم ينظرون بعيدًا، لذا لان نتوقع منهم سقوطا مفاجئا في الفترة المقبلة.