رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفرعون كينو.. هل تستفيد مصر بـ«تجنيس» رونالدينيو الجديد؟

الكابتن

«عندما كنت صغيرًا كان يقولون عنى في إيطاليا: هذا مارادونا الجديد. كان المدربون يعتقدون بأن عمري أكبر من زملائي وخصومي في الملعب. كانت مهاراتى إستثنائية، وظهرت للجميع لاعباً غير كل الموجودين».. بهذه العبارة تحدث النجم الإيطالى أندريه بيرلو عن طفولته التى شهدت نبوغًا أبهر جميع من شاهدوه، وجعل المدربين الطليان يرشحوه ليرث مكانة عبقرى كل الأزمنة دييجو أرماندو مارادونا.

أتذكر هذه الحكاية وتظهر أمامى كلما رأيت البرازيلي كينو لاعب نادي بيراميدز في مباريات الدوري المصري، فهو يبدو بقدراته مختلفاً تمامًا عن جميع من حوله، زملاء وخصوم.

قدرته على التحكم في الكرة، وثقته غير العادىة في العبور والمراوغة من أي لاعب في أضيق المساحات، وتمريراته الساحرة، وسرعة البديهة التي يمتلكها، عوامل تجعلك أمام لاعب أعلى من الجميع، صاحب ملكات استثنائية وفريدة جعلت النجم أحمد حسام «ميدو» يقول عنه بأريحية شديدة:«كشف القدرات الحقيقة للاعبى الدوري المصرى؟».

ربما لا يكون لاعبو الدوري المصرى ليسوا بهذا السوء الذى تحدث عنه «ميدو»، لكن الأمر المؤكد أنه مثلما كان بيرلو مختلفًا وذو مهارات تفوق غيره كما لمسها الجميع، فإن كينو أثبت للجميع بأنه لاعب من مكان آخر، ويستحق دوري أفضل من دورينا المتواضع فنيًا.

منذ زمن بعيد، لم تقدم مصر لاعبًا يقترب من الكمال الكروى ويملك مهارات استثنائية بجانب التزام خططى وتكتيكي، ليظهر كينو الذي رغم كونه لاعباً بارعاً في الهجوم، مبدعاً في لمساته ومواقفه الفردية، تكتيكياً من الطراز الفريد، يعود لتقديم المساندة الدفاعية لزملائه، ويلتزم حرفيًا بالعودة أمام الظهير الذى يلعب خلفه، ويراقب ظهير الخصم الذي يصعد للأمام فيحرمه من تقديم أية أدوار هجومية.

كينو صاحب الـ 29 عامًا، لم يسبق له المشاركة مع منتخب بلاده البرازيل، ولسوء حظه وحظ جمهور كرة القدم فإن اللاعب الذي يفصله عن الثلاثين عام واحد لم يشارك في أي مباراة دولية، ولم يكن ممثلًا لأى منتخب، فهل يمكننا التفكير في الاستفادة منه بـ«تجنيسه»؟

«التجنيس» ظاهرة لجأ إليها عمالقة كرة القدم في كل مكان. فاز بها المنتخب الفرنسى بكأس العالم مرتين، وكرر التجربة المنتخب الألماني في 2014 بمنتخب قوامه 80% من «المجنسين»، فما المانع أن يلجأ اتحاد الكرة المصري لهذه الوسيلة للاستفادة من لاعب بقدرات كينو، الذي لن يمانع في أن ينال فرصة للظهور الدولي مع منتخب يلعب له محمد صلاح المرشح لجائزة أفضل لاعب في العالم.

تخيلت لدقائق قليلة محمد صلاح يمينًا وكينو يسارًا، فرنت بأذنى كلمات رؤوف خليف :« صلاح يمين، وكينو يسار، استر يا ستار».
طريقة لعب خافيير أجيرى التي تمنح للجناح حرية دخول العمق تتطلب لاعبًا مهاريًا يستطيع التصرف في المواقف الفردية، ويُجيد خلق الحلول في المساحات الضيقة، واستغلال الفرص، وهو ما أظهر قصور «تريزيجيه»، ويعوضه لاعب بقدرات كينيو، فهل يتحرك أحد؟