رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدريد أم يوفنتوس.. صلاح ما بعد ليفربول

الكابتن


لم يعد خفيًا على أحد في عالم كرة القدم  أن عمالقة أوروبا  بدأت التخطيط جيدًا من أجل الظفر بخدمات نجمنا المصري محمد صلاح، ورغم محاولات النفي الدائمة من قبل إدارة ناديه ليفربول تجاه ما يُنشر عن امكانية رحيله، تعكس الحقائق والمؤشرات خلاف ذلك. 

وبينما تُصر الصحافة الإيطالية على اهتمام غير عادٍ من إدارة يوفنتوس بـ«صلاح»، تتفق وتُجزم صحافة إسبانيا وفرنسا القريبة من زين الدين زيدان بأن «الفرعون» واحد من أهم الأهداف التي لن يتركها «زيزو».

فما دوافع الناديين العملاقين للتعاقد مع «صلاح»، وماذا سيجد هنا وهناك، وكيف يختار بينهما..  هذه وغيرها من التساؤلات يُجيب عنها «الكابتن» في السطور التالية. 

يوفنتوس 
«بيزنس» أنبيلي  يشجع على انضمامه.. والبطولات مضمونة و«الكرة الذهبية» ممكنة

لم يكن اهتمام يوفنتوس بضم محمد صلاح مؤخرًا الأول من قبل «السيدة العجوز»، وكان انضمام «مو» إلى عملاق إيطاليًا في صيف 2017 وشيكًا لولا تدخل الأقدار، وتعنت إدارة فورينتينا التي طالبت« صلاح» باختيار أي نادٍ غير عدوهم التاريخي، وإلا ستفعل البند الذي يجبر اللاعب على الاستمرار مع الفريق.

لكن ثمة فوارق تميز بين اهتمام إدارة «يوفي» بضم «صلاح» قبل «الليفر» وما هو عليه الآن، فلم يعد «صلاح» مجرد لاعب متألق مع فريق بوسط الجدول الإيطالي، بل أصبح هدافًا لأقوي دوريات العالم وبين أعظم مهاجمين هذه الحقبة الزمنية.

قبل عامين كانت النية من ضم «صلاح» هي تحقيق فائدة فنية، والتقاط لاعب صاعد يتألق في البطولة الإيطالية مثلما هو الحال مع أي لاعب يبرز هناك، فـ«يوفي» مثل الأهلي وربما الزمالك، لا يترك أحدًا لامعًا إلا وأغراه بالأموال والنجومية والبطولات.

لكن الآن ومن يعرف خطط وطريقة تفكير إدواردو أنييلي، مالك النادي الإيطالي، رجل الأعمال الشهير، يُدرك تمامًا بأن البعد الاقتصادي، والأهداف التسويقية هي  الدافع الأبرز وراء سعي هذا الداهية الإيطالية لسحب «صلاح» ومن خلفه. 



«أنييلي» صاحب مجموعة سيارات «فيات» ومجموعات علامات تجارية عالمية آخرى، دخل المجال الرياضي من أجل الاستثمار والتوسع في تحقيق الأرباح، ويعمل طوال الوقت على الوصول إلى شرائح جديدة، وتوسيع رقعة محبي ومتابعي «يوفي» ومن ثم «الماركات» التي يمتلكها.

«صلاح» بات هدفًا تُجاريًا وسلعة قوية يمكن التربح منها، ويعرف «أنييلي» أنه سيفوز بشخص يحظي بشغف وحب ومتابعة أكثر من 200 مليون مواطن يصلون من أجله، لذلك فهو على استعداد لدفع أكثر مما دفع في كريستيانو رونالدو.

قبل عامين كان يوفنتوس يصعد إلى نصف نهائي الأبطال 5 مرات متتالية، وفي النهائي خسر مرتين أمام برشلونة ومدريد، سأل «أنبيلي» وطلب تقريرًا مفصلًا عن سر الهزيمة وكيف الطريق إلى ذات الأذنين فجائته إجابة كٌلفتها ملايين :«لابد أن تمتلك رونالدو، أو ميسي». لم يسكت «أنييلي»، ولأول مرة منذ وصوله تٌصبح نفقات «يوفي» أكبر من إيراداته فقط لأنه دفع في لاعب واحد (رونالدو)  100 مليون دولار غير راتبه الكبير للغاية.

وبعد خسارة «الأبطال» أدرك أن «رونالدو» فعليًا كان حاسمًا لكن الأدوات من حوله تتساقط، وفي حاجة عاجلة لتدعيم كبير، لذلك لن يتراجع عن التدعيم، والبحث عن أمثال «صلاح» لمواصلة الزحف نحو الأبطال.

إذا كانت هذه الدوافع قد تجعل «صلاح» لاعبًا في «يوفي» فماذا ينتظره هناك؟

مؤكد أن اللعب في الدوري الإيطالي سيكون أسهل كثيرًا من «بريميرليج»، فالصراع في إنجلترا أقوى وأشرس، والمنافسون في أعلى مستوياتهم، لذلك سيكون الفوز بـ«هداف البطولة» أمر أيسر كثيرًا مما هو عليه في إنجلترا، بل ستكون الفرصة متاحة للمنافسة علي «الحذاء الذهبي» أمام دفاعات ساذجة ولاعبين أقل مهاريًا وفنيًا ممن يلعبون في إنجلترا وإسبانيا.

سيكون بمقدور «صلاح» أيضَا تسجيل اسمه في سجلات البطولات، فغالبًا الدوري الإيطالي لا يخرج من يوفنتوس إلا بمعجزة، وكذلك الوصول إلى المحطات النهائية إلى «الأبطال» مضمون، فقط يحتاج إلى أن يمثل إضافة للفريق وإعانته علي تحقيق ما هو جديد، والتتويج بالأبطال، ووقتها ستكون الأبواب مفتوحة أمامه لمعانقة «الكرة الذهبية».

مدريد 

رغبة «الليجا» في استقطاب النجوم تزيد فرصه.. وبناء الفريق وبرشلونة أكبر عائق
هل تقل دوافع ريال مدريد عن يوفنتوس فيما يتعلق بضم «صلاح»؟

كنت برفقة خوان فيرناندز، المتحدث باسم «الليجا» الإسبانية في مصر قريبًا، وتحدثت معه عن تراجع البطولة الإسبانية ومستوى التنافس فيها مقارنة بـ«بريميرليج» الذي عاد من جديد للتوهج، وأصبحت أنديته في المحطات النهائية بدوري الأبطال و«يوربا ليج» أكثر من أندية إسبانيا، بخلاف ما كان عليه الأمر في الـ 10 سنوات الأخيرة بالتحديد.

ورغم حرصه علي سرية عمل إدارة الكرة الإسبانية، أجاب بكلمات مختصرة ووجه ملأته ثقة كبيرة، وابتسامة يمكنني أن أفهم ما ورائها :« انتظر مفاجآت كبيرة في الانتقالات الصيفية، نجوم العالم في الليجا، لدينا أهداف وخطط للبقاء طويلًا.. الليجا لن تتراجع».

أعرف جيدًا أن الإسبان يعملون بأسلوب علمي ممنهج، وكل خطواتهم محسوبة، وما عاشتها «الليجا» من تراجع وعاناه مدريد من سقوط، لا يمكن إنقاذه سوى بثورة صفقات كبيرة لأسماء جماهيرية.

وكما كان الشغف الجماهيري وتزايد أعداد محبي ومتابعي «صلاح» دافعًا لـ«يوفي»، فالأمر ذاته سيكون في أولويات «الليجا» التي تدعم أنديتها من أجل استقطاب النجوم، وفي مقدمة أهداف ريال مدريد التي فقدت شريحة كبيرة بخروج «رونالدو» وتحتاج إلى تعويضها.

إلى جانب الأهداف التسويقية فإن مدريد يعاني كثيرًا علي المستوي الهجومي، ولا يمتلك جناح فعال هجوميًا مثل «صلاح»، سواء بالجهة اليمني أو اليسري، لذلك تزداد الحاجة الفنية لنجمنا المصري في مدريد عنها في يوفنتوس.

لكن ماذا ينتظر «صلاح» في مدريد؟

أولى العقبات التي قد تُعيق «صلاح» هي حاجة «زيدان» لوقت لكي يكون فريق جديد قوامه الرئيسي سيكون عبر صفقات ستلعب مع بعضها لأول مرة، وهذا قد يؤجل تتويجه بالألقاب، بالإضافة لذلك فإن خصم مدريد، برشلونة، لا زال يقاتل ويحتفظ بالساحر ليونيل ميسي، ويعقد صفقات من العيار الثقيل مثل دي يونج نجم أياكس الذي انضم مؤخرًا، واقترب زميله أيضًا دي ليخت، عوضًا عن مفاوضاتهم مع أكتر من لاعب.

لكن حال انسجم «صلاح» سريعًا مع الصفقات المحتملة، فإنه قد يتحول إلى رمز لدى أكبر نادٍ في العالم وهذا سيمنحه الكثير من الأمور التي لا ينالها سوى العظماء وتحتاج إلى مساحة أكبر للشرح.

ورغم كل هذه المعطيات والمؤشرات يبقى مصير «صلاح» معلقًا بعدة أمور، أولها وضعية ليفربول بعد الموسم، وحسم صراعه مع ساديو ماني الذي لا ينتهى، وتوفيق الأوضاع مع يورجن كلوب، فهل ينتقل «صلاح» أم تستجب إدارة «الريدز» لرغبات «الفرعون»؟