رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يلعب «الأبيض» الجولة الأولى لمعركة اقتناص «الحلم الأفريقي»؟

فريق الزمالك
فريق الزمالك

كيف يلعب «الأبيض» الجولة الأولى لمعركة اقتناص «الحلم الأفريقي»؟

يواجه جبهتين ناريتين من اليمين واليسار.. والكرات العرضية وسرعة لاباكودجو الخطر الأكبر

محاولة خطف هدف ضرورة.. وكهربا سلاح ذو حدين بسبب المساحات وعدم الالتزام الدفاعي


مدفوعًا بآمال الملايين المتعطشة إلى لقب إفريقي، يحل نادي الزمالك في الثانية عشر منتصف الليل ضيفًا على نهضة بركان المغربي، في ذهاب نهائي بطولة الكونفدرالية الإفريقية، وسط تساؤلات عديدة عن الطريقة التي سيخوض بها السويسري كريسيان جروس، المدير الفنى لـ"الأبيض" هذه المواجهة، ونقاط  قوة وضعف الخصم وكيف يمكن استغلالها.

ويدخل الزمالك اللقاء وسط غيابات عديدة بين صفوفه وعلى رأسهم الحارسين الأول والثاني، محمود عبد الرحيم «جنش» للإيقاف، وعماد السيد للإصابة، إلى جانب غياب المهاجم المغربي خالد بوطيب، وصانع الألعاب التونسي فرجاني ساسي للإصابة أيضًا، إضافة لغياب أيمن حفني ومحمد عنتر.

يلعب فريق نهضة بركان المغربي بطريقة «4/4/2»  ويراهن دائمًا مديره الفني منير الجعوانيني على معركة الأطراف بتكوين جبهتين قويتين عبر ثنائيات تستطيع صناعة الخطورة الدائمة، ومهاجمين قادرين علي الإنهاء الجيد للهجمات.

في الجهة اليمني يعتمد الفريق المغربي علي ثنائية عمر النمساوي وأمين الكأس، وهي ثنائية ستتكرر كثيرًا بفعل التناغم الكبير بين اللاعبين من جهة، وصعود «النمساوي» بشكل دائم ومتكرر من جهة آخري.

لذا تلك الجهة واحدة من أهم نقاط القوة  في الفريق المغربي، خاصة عندما يجيد «الكأس» فتح المساحة علي الخط لزميله والتحول إلى صانع ألعاب من عمق الملعب أو مهاجم ثالث مع المهاجمين الخطيرين لاباكودجو وحمدي لعيشر أوبديله سليمان ولد الحاج.

وفي الجهة المقابلة يوجد الظهير محمد عزيز الملقب بـ«سبالتي المغرب»، وأمامه بكر الهلالي، لكن قد يلعب سهيل اشو حال عدم تعافي «عزيز» من الإصابة التي تعرض إليها مؤخراً.

وبين أبرز نقاط القوة التي يتميز بها الفريق المغربي الكرات العرضية بفضل قوة مهاجمي الفريق «كودجو» و«لعيشر»، بالإضافة إلى قدرته علي الوصول للمرمي عبر اللعب المباشر ودون الحاجة لعدد كبير من التمريرات بفضل التحركات الكثيرة لـ«كودوجو» الذي يستطيع التسلل في مساحات بين قلبي دفاع الخصوم وطلب الكرة في توقيت مثالي يجعله في مواجهة مباشرة بالمرمي .

كيف يواجه الزمالك هذه الطريقة؟

الزمالك مطالب أمام فريق بهذا الشكل وفي مباراة الذهاب خارج أرضه بتأمين أطرافه بشكل قوى عبر الاعتماد علي جناحين ملتزمين دفاعيًا وقادرين علي تضييق المساحات أمام ثنائيات الخصم والالتزام الدائم بالظهيرين الصاعدين «النمساوي» و«عزيز» (سهيل اشو).

وعندما تنظر إلى هذه الأدوار فإن أحمد سيد «زيزو» هو أكثر لاعبي الزمالك التزامًا بالأدوار الدفاعية عبر الخطوط، لكن «جروس» أظهر عدم قناعة تامة به، عندما رفض الدفاع به أمام النجم الساحلي في مباراة الإياب من البداية، لذلك الأرجح أن يبدأ كعادته بـ«كهربا» في الجهة اليسرى أمام عبدالله جمعة وإبراهيم حسن أمام حمدي النقاز في الجهة اليمني.

إبراهيم حسن لاعب ملتزم تكتيكًا، وتستطيع أن تقول أنه يدافع بشكل جيد ويعود دائمًا مع ظهير الخصم، بينما الأزمة الحقيقة قد تتمثل في غياب الالتزام عند «كهربا»، الذي لا زال ينقصه الكثير فيما يتعلق بالالتزام الخططي والمسئولية الدفاعية، فهو لاعب لا يؤمن كثيرًا بالأدوار التي يقوم بها دون الكرة، ويبحث دائمًا عن امتلاكها.

«كهربا» هو سلاح ذو حدين في هذه المباراة، فربما يكون السلاح القاتل لاستغلال المساحة التي يتركها الظهير المغربي عمر النمساوي عندما يتقدم للأمام، وهنا سيكون التحول السريع للاعبي الزمالك ضرورة لا بد منها، وأما أن يكون نقمة علي الفريق اذا ترك عبدالله جمعة في مواجهة غير متكافئة مع «النمساوي» و«الكأس».

في منتصف الملعب من المفترض أن يكون ثلاثي الزمالك في موقف أفضل عندما يصطدم بثنائي ارتكاز فقط مكون عبدالصمد المباركي وسمير ويدار أو بديله محمد فرحان الذي تزداد فرص مشاركته بحسب التقارير المغربية.

ستكون أفضلية عددية متوفرة لكلًا من محمود عبدالعزيز وطارق حامد ويوسف أوباما أمام ثنائي الفريق المغربي، وهنا ستمثل عملية الضغط القوية وحرمان الثنائي من السيطرة علي المباراة الضربة القاضية للفريق المغربي اذا ما نجح فيها هذا الثلاثي.

لكن ثمة أفكار قد تبعثر هذه الفكرة من بينها عودة أحد المهاجمين «كودجو» أو «لعيشر» لطلب الكرة من منتصف الملعب أو في المساحة بين خطي دفاع ووسط الزمالك، وهو ما سيضطر طارق حامد للعودة كثيرًا أو الالتزام بأيًا من المهاجمين الفارين من الرقابة اللصيقة للاعبي الزمالك.

من الجيد أن يدافع الزمالك ويلعب بشكل خططي محكم، ويغلق المساحات أمام الخصم مثلما فعل أمام النجم الساحلي التونسي بمباراة الإياب، لكن الضرورة التي يجب أن يلتفت إليها هي التحول من الحالة الدفاعية إلى الهجومية.

أمام النجم عاب الزمالك استسلامه التام في عملية التحول، وإضاعة الفرصة التي كانت متاحة لصناعة خطورة إذا ما كانت الرغبة متوافرة، لكن في هذه المباراة فإن الزمالك مطالب بالتسجيل لتجنب أي نتيجة بالإياب، وستكون المساحات في مباراة الليلة أكثر وفرة مما ستكون عليه في مباراة الإياب، لذلك يجب أن يؤمن «جروس» بفكرة الهجوم في بعض جزئيات المباراة، والبحث عن خطف هدف.

يمكن للزمالك أن يحقق ذلك إذا عجل «أوباما» تمريراته واذا لعب «كهربا» بشكل أكثر جماعية، واذا آمن إبراهيم حسن بأنه لاعب يستطيع هز الشباك في نهائي إفريقيا، وهذا يتطلب حديث مكثف من «جروس»، وتأهيل نفسي قوي من قبل الجهاز الفني للفريق الأبيض.