رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

جدو «كان 2019».. كيف يخطط أجيري لعلاج أزماته في أمم إفريقيا؟

منتخب مصر
منتخب مصر

يخوض المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، مساء غدًا الأحد، آخر مبارياته استعداداً لبطولة كاس الأمم الإفريقية أمام نظيره الغيني، في ودية يسعى خلالها المكسيكي خافيير أجيري للوصول إلى التشكيلة الأساسية، والطريقة التي سيعتمد عليها في البطولة بدءًا من لقاء الافتتاح أمام زيمبابوي، الجمعة المقبل.


كيف يعالج المكسيكي الأخطاء التي وقع فيها خلال مواجهة تنزانيا؟ وما التشكيلة الأساسية التي ينوي الاعتماد عليها أمام غينيا وفي مباراة الافتتاح؟.. اسئلة تجيب عنها «الكابتن» في التقرير التالي:


عودة النني ضرورة بعد فشل ثنائية «دونجا وحامد».. وصلاح يحتاج استعادة «الفورمة»

عانى المنتخب المصري خلال المباراة الماضية أمام تنزانيا -باعتراف الجهاز الفني- من بطء التحضير وصعوبة الخروج بالكرة من المناطق الخلفية إلى الخط الأمامي، وواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى منطقة عمليات الخصم، وفشل في اختراق دفاعاته أكثر من مرة لأسباب عدة.

أول هذه الأسباب التي تسببت في سوء أداء المنتخب المصري هو فشل توليفة خط الوسط الجديدة بين ثنائي الارتكاز المكون من طارق حامد ونبيل عماد «دونجا» بسبب تشابه إمكانياتهما، فهذا الثنائي يعود إلى المناطق الخلفية لطلب الكرة بشكل مبالغ فيه، وبالغ في التراجع للخلف والانضمام لقلبي دفاع المنتخب وقت تحضير الهجمات، ما  قلل عدد لاعبي المنتصف في المناطق الأمامية.

يُجيد «حامد» الضغط والدفاع فقط، وهذا نوع من اللاعبين لن تحتاجه أمام خصوم متواضعين مثل زيمبابوي، والأمر كذلك بالنسبة لـ «دونجا» الذي يتميز بالضغط وبناء الهجمات من الخلف إلى الأمام، لكن لا أحد بينهما يُجيد التقدم إلى الأمام أو طلب الكرة بين خطوط الخصم وفي الثلث الأخير من الملعب.

ولحل هذه الأزمة يجب التضحية بأحدهما والدفع بلاعب لديه القدرة على طلب الكرة في المناطق المتقدمة والاحتفاظ بها وتمريرها للمهاجمين، وصناعة اللعب من عمق الملعب، وهو الأمر الذي يجيده محمد النني، الأقرب للدفع به الليلة إلى جوار واحد من «حامد» أو «دونجا».

واستقر «أجيري» على أن يبدأ البطولة بطريقة لعب «4/2/3/1» بوجود «النني» مع «حامد» في الارتكاز، على أن يلعب محمود حسن «تريزيجيه» ومحمد صلاح على الأطراف وبينهما صانع الألعاب عبدالله السعيد، وهي التركيبة الأقرب للظهور اليوم.


ويبدو أن الجهاز الفني تخلى عن فكرة منح «صلاح» فرصة أكبر للراحة،  ويسعى «أجيري» للدفع به الليلة، ليستعيد لياقة المباريات والفورمة البدنية العالية قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة.


سيلجأ المكسيسكي للاعتماد على تقدم «النني» إلى جوار «السعيد» لتصبح الطريقة «4/1/4/1»، بما يحقق التوازن بين الدفاع والهجوم، لكن أكثر الأزمات التي ستواجهه هي غياب الابتكار عند «النني» في الثلث الأخير، وعدم قدرته علي المراوغة أو الاختراق.


أما في خط الدفاع فقد اطمأن «أجيري» علي الجهة اليمني في وجود أحمد المحمدي، ومن المتوقع أن تشهد الليلة اختبارًا للبديل عمر جابر، وفي الجهة اليسرى حجز أيمن أشرف مقعده أساسيًا، على أن يعود باهر المحمدي لمكانه الطبيعي بجوار أحمدي حجازي، بعدما ظهر محمود علاء بشكل متواضع في الودية السابقة.


عمرو وردة «الجوكر الجديد».. اختبار تركيبة «سليمان والسعيد».. ومنح الثقة لـ«مروان محسن»


عمرو وردة هو الورقة الأهم على دكة بدلاء «أجيري»، وسيمثل دخوله الليلة في جزء من المباراة بداية لـ«تبديلة» سنراها كثيرًا خلال مشوار البطولة، في ظل رهان «أجيري» على مرونة اللاعب وقدرته على لعب أدوار كثيرة، وتجهيزه ليكون «جوكر» الفريق خلال مشوار البطولة، وأقرب إلى أدوار جدو في أمم إفريقيا 2010.

يجيد «وردة» الدخول إلى العمق والتمركز قادمًا من أحد طرفي الملعب ليتحول إلى رأس حربة ثانٍ إلى جوار رأس الحربة الأساسي، ويتميز بفاعلية هجومية كبيرة مقارنة بـ«النني» في حال لعب في مركز اللاعب رقم 8، لذلك ربما نراه في هذا المركز خلال الجزء الأخير من مباراة الليلة.

كما يدرس «أجيري» الدفع بالنجم وليد سليمان في المركز ذاته إلى جوار عبدالله السعيد في عمق الملعب، تحسبًا لأي ظرف طارئ قد يدفعه للاستعانة بـ «وردة» على الطرف فى إحدى المباريات.

بينما يحصل مراون محسن على الثقة الكاملة من المكسيكي في مركز المهاجم الصريح، ليبدأ المباراة أساسيًا، ويؤمن «أجيري» بأنه المهاجم الأصلح لهذا المركز في التشكيلة الأساسية لذا يسعى لمنحه المزيد من الثقة.

ويخطط المدير الفني لـ «الفراعنة» الذي يعتمد على طريقة «4/2/3/1» لاستبدالها أثناء سير المباريات بالتحول إلى «3/4/3» بعودة أحد لاعبي الوسط بين قلبي الدفاع، ومنح حرية أكبر لانطلاقات الظهيرين في المناطق الأمامية لتحقيق الكثافة العديدة في حالة الهجوم، والاستفادة منهما في الثلث الأخير من الملعب، مثلما حدث في لقطة الهدف الذي سجله الظهير الأيمن «المحمدي» من عرضية أرسلها الظهير الأيسر أحمد أيمن منصور، في مباراة تنزانيا.

ويركز «أجيري» على تحقيق الكثافة الهجومية من خلال الضغط على الخصم بـ 5 مهاجمين بصعود الظهيرين إلى الأطراف، وتحويل الجناحين «صلاح» و«تريزيجيه» إلى مهاجمين بجوار المهاجم الصريح مروان محسن.

وأثبت المكسيكي خلال ودية تنزانيا الأخيرة أنه لن يتردد في التخلي عن طريقته الاعتيادية نسبيًا، وأنه سيعود لها بحسب مجريات المباريات وعندما تتأزم الأمور، وربما يضطر لذلك بسبب تركيبة اللاعبين التي تحويها القائمة.

أما في مركز حراسة المرمى فإن الاتجاه لدى «أجيري» ومنذ فترة ليست قصيرة، هو الاعتماد على حارس الأهلي محمد الشناوي، الذي سيحصل على الفرصة كاملة في مباراة الليلة، ويمني النفس بأن يثبت للمكسيكي صحة رهانه عليه.