رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

المحارب: نور الدين أمرابط.. دينامو أسود الأطلس

نور الدين أمرابط
نور الدين أمرابط

تراه يركض فى الملعب وكأنه ابن العشرين، يلعب بقوة وصلابة وتحكم لم تعرفه الكرة من قبل، هو حلقة الوصل الرئيسية بين وسط ميدان وهجوم المنتخب المغربى فى السنوات الماضية وكأس الأمم الإفريقية الحالية.
إنه نور الدين أمرابط، صاحب الـ٣٢ عامًا، الذى لا يزال يقدم عروضه المتميزة مع المغرب، وهو فى هذه السن؛ حتى إنه استطاع أن يغير شكل الفريق.
النجم «أمرابط»، الذى ولد عام ١٩٨٧، هو لاعب كرة قدم هولندى من أصل مغربى، وله شقيق أصغر هو سفيان أمرابط، الذى يلعب فى صفوف كلوب بروج البلجيكى.
كادت مسيرة «أمرابط» فى عالم الساحرة المستديرة تنتهى فى سن صغيرة، ففى عامه الـ١٣ عانى النجم الكبير من توقف فى النمو جراء إصابته بمرض «التنكس العظمى الغضروفى»، لكن والده أصر على أن يلعب ابنه ضمن مدارس الهواة، لتستمر مسيرته وموهبته.
خلال دراسته، ولعبه فى فريق هوزين الهولندى تحت ١٧ عامًا، كان «أمرابط» يكنس الأرضيات ويغسل الأطباق لكسب الرزق، ما يبدو أنه أثر على طباعه فأكسبه هدوءًا لافتا وعدم رغبة فى الظهور أمام الكاميرات.
تزوج النجم من نوال الوكيلى، وهى عارضة أزياء هولندية من أصل مغربى، ولديه منها ولدان هما «بؤى» و«دين»، وظهرت عائلته لأول مرة عام ٢٠١٣، أثناء لعبه لفريق جلاطا سراى التركى، ثم اختفت العائلة وأخبارها عن الأنظار بعد ذلك.
مسيرته الكروية الحقيقية بدأت مع نادى أيندهوفن الهولندى عام ٢٠٠٨، ثم انتقل بعدها لقيصرى سبور التركى ومنه إلى جلاطا سراى، قبل أن يحول وجهته للدورى الإسبانى من بوابة مالاجا، الذى شهد تألقه لمدة عامين قبل انتقاله للعب فى نادى واتفورد الإنجليزى ثم إعارته العام الماضى إلى صفوف ليجانيس.
بعد مشاركته مع منتخبه فى مونديال ٢٠١٨ بروسيا، اختار «أمرابط» الانتقال للعب بمنطقة الخليج، فى صفوف نادى النصر السعودى.
الطريف فى مسيرته الكروية أنه كاد يمثل المنتخب الهولندى فى دورة الألعاب الأوليمبية بالصين عام ٢٠٠٨، لكنه لم يجر استدعاؤه لقائمة المشاركين فى البطولة، ما مثل نقطة تحول فى حياته، اختار بعدها اللعب فى صفوف المنتخب المغربى منذ عام ٢٠١١.
مع «أسود الأطلس» ابتسمت الحياة من جديد لـ«أمرابط» وتمكن فى ٢٠١٢ من المشاركة فى أوليمبياد لندن، قبل أن يخوض غمار المشاركة فى كأس الأمم الإفريقية بدءًا من نسخة عام ٢٠١٣ وحتى الآن.