رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

رعب فى الساحل.. كيف يقضى "أبوريدة" أيامه بعد العزل؟

هاني أبوريدة
هاني أبوريدة

عندما سمعت صوت «المهندس»، كما يحب أبوريدة وصفه ويلقبه رجاله،  يتحدث بحسرة وانكسار في إحدى المكالمات الشخصية التي أجراها مع أحد الزملاء مؤخرًا، قلت في نفسي: «لعن الله الهندسة وأيامها التي تفعل بالبشر هكذا».

وحتى لا يُساء فهمي فأنا لا أقصد مجال الهندسة باتجاهاتها المختلفة، الذي هو حلم كل بيت في مصر، بينما ألعن هندسة الصفقات التي تشوبها المشاكل وتحيطها اتهامات السمسرة وتذهب بأصحابها من أعلى الأبراج في السماء إلى الاختفاء في الساحل، أو الاعتمار في دبي كما فعل «ساسة» كبار قبل ذلك.

 

حاول أبوريدة عبر بعض صبيته إيهام الرأي العام بأنه لا يزال قويًا، يروج كذبًا وبهتانًا أنه لا يزال الحاكم بأمره في الجبلاية، يقسمون في كل مكان بأن المجلس المطرود هو من يحرك الأمور، رغم أنه لا توجد أمور بالأساس لتحريكها!!.

 

أعرف أن وضع «المهندس» خطير، وأنه زاد تعقيدًا، وحاصره الرعب بعدما وصلته رسائل الدولة خلال الأسبوع الأخير بشكل واضح وصريح.

 

واهم من يعتقد بأن لـ"أبوريدة" ورجاله فصول أخرى في إدارة الكرة المصرية، ومخطئ من يعتقد بأن الرجل يحيى آمنًا مستقرًا غير معتنٍ بما جرى، فما أقبل عليه الرئيس السيسي مؤخرًا عبر رسالته الواضحة في اجتماع مع رئيس الوزراء ووزير الرياضة كان بمثابة السكين التي طعنت كل الأوهام، وأكدت بما لا يدع مجالًا للشك أن الدولة قررت واتخذت خطوات جادة نحو تهميش من لا يستحقون.

تألم أبوريدة ورفاقه، لأنه لأول مرة في تاريخ مصر، يجتمع الرئيس بالحكومة لمناقشتهم في استراتيجيات كرة القدم، ومشاريع اكتشاف المواهب وتنميتها، وكيفية بناء منتخبات قوية تشرف اسم مصر.

 

لأول مرة في تاريخ مصر يصدر بيانا رسميا من الرئاسة، يُعلن اهتمام الرئيس نفسه بفكرة بناء اقتصاد كرة القدم، ويشرف بشخصه على الاستراتيجيات والخطط التي هي دور الدولة، وفي ذلك لخطر عظيم على أباطرة السبوبة، ومافيا الصفقات لو كنت تعلمون.

 

أيقن أبوريدة وهو يجلس على شاطئ الساحل أنه عندما قال الرئيس في مؤتمر الشباب الأخير بأن المنتخب في حاجة لمدرب وطني، أن الوضع تأزم وأن الخبايا "انكشفت"، وأن الدولة التي غابت عقودا طويلة عن إدارة كرة القدم حضرت وبقوة، ولن تتراجع.

 

عندما عاودت هذا الشريط، ورأيت صورة الرئيس إلى جوار رئيس الوزراء ووزير الرياضة الأسبوع الماضي، وقرأت البيان الذي تلا هذا الاجتماع، وربطتهما بكلمات الرئيس الأخيرة عن مدربي المنتخبات، وجدت تفسيرا قويا لسبب انكسار صوت أبوريدة في مكالمته مع زميلي، وتخيلت كيف يقضي أيامه الأخيرة بالساحل وهو يستقبل تلك الرسائل؟..  عافانا وعافاكم الله مما يعيشه المهندس ورفاقه.