رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلة سقوط ورقة التوت.. 180 دقيقة غيرت حياة جوارديولا

الكابتن

منتصف مارس 2017، يستعد جوارديولا كعادته مع طاقمه الفني لمباراة دور ثمن النهائي في دوري أبطال أوروبا، لملاقاة موناكو الفرنسي، في موسمه الأول رفقة مانشستر سيتي، موسم نجح فيه جوارديولا، في ضم ليروي ساني ودي بروين والمدافع جون ستونز والحارس التشيلي برافو؛ ووجود الكثير من المشاكل، من فرض فكره الكروي في إنجلترا إلى جعل لاعبيه يلعبون بأسلوبه.

ما قبل المباراة

خرج بيب، قبل المباراة في المؤتمر الصحفي، ليقول أن مواجهة موناكو هي صعبة لديهم خط وسط عظيم للغاية بقيادة لاعب ليفربول الحالي فابينيو وبجواره تيمو باكايوكو، سأحاول فعل شيء لإبعاد الكرة عن قدم هذا الثنائي.

يبدأ لقاء الذهاب على ملعب الاتحاد، التذاكر لم تباع كاملة في الملعب لسهولة المباراة بالنسبة للسيتي، أمام موناكو الذي كان أهم لاعبيه هو الكولومبي راداميل فالكاو.

السيتي بدأ اللقاء سريعًا بهدف لرحيم ستيرلنج، ولكن فالكاو، كان له رأي أخر برأسية قوية على يمين الحارس كابييرو، الذي كان يشارك بدلاً من المصاب برافو.

وفي الدقيقة الـ40، جاء شاب صغير يبلغ من العمر 17، عامًا يدعى كيليان مبابي، لتسجيل كرة صاروخية في شباك السيتي، ليبدأ بيب بالحديث مع مساعده أرتيتا عن ما حدث في سير المباراة.

الشوط الثاني كان واحد من أعظم أشواط الفرق الفرنسية في دوري الأبطال وواحد من أسوأ الأشواط لمخترعي كرة القدم خصوصًا في الناحية الدفاعية.

أجويرو، نجح في التعادل من جديد لبيب جوارديولا، ولكن سذاجة الظهير الأيمن الفرنسي بكاري سانيا، كانت كافية ليضع أجويرو، التعادل من فوق الحارس كابييرو، ليحتسب الحكم بعدها ركلة جزاء أضاعها فالكاو، ليبدأ بيب في التفكير في كيفية تغيير الوضع من مقاعد البدلاء، ليجد الأمر بائساً للغاية نافاس وكليتشي ولاعبين شبان على مقاعد البدلاء، الأمر أشبه بالحرب دون وجود ذخيرة، نظرة يأس تسربت إلى عقل العبقري الإسباني بسبب الأوراق التي وجدها جالسة خلفه في مقاعد البدلاء في مشهد أشبه بلاعبي فريق "المزاريطة في مسلسل الكبير أوي".

تمر الدقائق وينجح السيتي، في التعادل وتأتي الدقائق الأخيرة بالفرج للسيتي، بهدفين عن طريق ليروي ساني وستونز، ليفوز الفريق بالمباراة.

مشهد جانبي

في أحد الأفلام التي تحدثت عن مدربي الدوري الإنجليزي وتم إذاعته على شبكة netflix، قال جوارديولا، هنأت اللاعبين بعد المباراة على الفوز لكنني كنت أثق بأن الأمور لم تنتهي جارديم مدرب موناكو، لديه خط وسط يمكنه أكل الأخضر واليابس، لا يخطأن على الإطلاق على الجانب الأخر فيرناندينيو يرتكب أسوأ القرارات في حياته ويفقد الكرة كثيرًا، سأحاول مع طاقمي حل الأمر.

وتابع بيب، في هذه الليلة قررت أن الأمور بتلك الطريقة لن تظل لموسم أخر، أنا لا أسير على الطريق الذي أريده لدي الكثير من المشاكل التي لم أصادف مثلها في حياتي التدريبية.

ويقول بيب، قبل مباراة الذهاب أخبرت أرتيتا، أن يايا توريه وأوتاميندي، لن يبدءوا المباراة أخبرني، أن كليتشي، من الممكن أن لا يكون ما نتمناه، لكنني كنت أخشى من تهور أوتاميندي، أما قرار عم لعب يايا، لم أجد أن يايا سيكون مفيد على مستوى سرعات نصف ملعب موناكو، لذلك قررت أن يلعب ديفيد سيلفا لأول مرة بجوار فيرناندينيو، ليكون لدي قدرة على الاحتفاظ بالكرة بلاعب مهاري ويضع الكرة في الخط الأمامي في المكان الصحيح للمهاجمين * اعتمد جوارديولا، على سيلفا بجوار فيرناندينيو، لموسمين بعد هذه المباراة*.

 

ليلة توقف فيها قلب جوارديولا

يبدأ اللقاء الثاني على ملعب لويس الثاني، في غياب فالكاو، للإصابة، كانت نقطة هامة لنا أن لا يتواجد.

بدأت المباراة بضغط عال للغاية من موناكو، وجدت جارديم، ينفذ شيء لم أتوقعه وهو، تبديل خط الهجوم بلاعبي خط الوسط أثناء الهجمة وهو نزول مبابي وجيرمان، إلى نصف الملعب ليدخل بدلاً منه الظهيرين ميندي وسيديبيه، ويأخذ المهاجمان مكان فابينيو وبيرناردو وأحياناً يدخل باكايوكو بدلاً من فابينيو.


وحسب جوارديولا، فأن ستونز وكليتشي كان بلهاء للغاية عندما كان جيرمان ومبابي، يأخذان أماكن ثنائي وسط الملعب كانوا ينزلون معهم ويتركون من خلفهم الفراغ وهي نفس الطريقة التي جاء منها هدف التقدم لموناكو، عندما خرج مبابي من مكانه ليتقدم ميندي وبرناردو، لتلعب الكرة للخلف ويضعها مبابي في المرمى.

في الشوط الثاني بنفس الطريقة سجل فابينيو، الهدف الثاني بنفس الطريقة، ليشعر جوارديولا، بأن الأمور بدأت تفلت منه وعليه تغيير الأمر، ينظر بيب، من جديد إلى مقاعد البدلاء ليجد نفس اللاعبين الذي يشعروه أنه يدرب نادي للهواة في لندن، ليقرر الدفع بالنيجيري ايهانتشو، بدلاً من كليتشي، لتتغير طريقة اللعب إلى 3-5-2، ويقول بيب، أن الهدف من هذا التغيير كان وضع ضغط أكبر على لاعبي دفاع موناكو ليضطر أحد الثنائي فابينيو وباكايوكو، إلى الدعم الدفاعي وهو الأمر الذي يترك الكرة بين أقدامنا لأطول فترة ممكنة، وهو ما أتى أثره سريعًا، قبل أن يسجل ساني الهدف الأول لنا، ونتأهل إذا سارت الأمور بهذا المنوال.

يطلق بيب تنهيدة، ويقول بكاري سانيه، كان له رأي أخر أخطأ في التمرير هو وفيرناندينيو، ونجح مبابي في صناعة الهدف الثالث لباكايوكو، ليتأهل موناكو إلى ثمن النهائي.


سقوط أخر ورقات التوت


يختتم بيب حديثه حول هذه الليلة قائلاً:"علمتني هذه الليلة الكثير، جعلتني أرى أن كل اللاعبين لا يمكنهم أن يطبقوا ما أريده، خذلوني لم أكن أتخيل أن هذا الأمر سيحدث، ولكن في هذه الليلة قررت أن جناحهم الأيسر وظهيرهم بيرناندو سيلفا وميندي، سيلعبان تحت قيادتي الموسم المقبل، سأفاضل بين فابينيو وباكايوكو، للأسف فشلنا في ضم الثنائي لأننا تحركنا متأخرين لأنجح بعد ذلك في ضم جوندوجان".

ويمكننا التأكد أن هذه الليلة كانت هي أكثر لحظات جوارديولا، صعوبة حيث اقتنع أن يسير في عكس التيار وأنه لا يمكنك أن تضع توربو سيارة سباق في سيارة فيات 127، وهو فكر وعقل بيب مع لاعبين يحتاجوا أن يتعلموا أساسيات كرة القدم.